يبدأ الطالب والطالبة على حد سواء يومهما الدراسي ببث سمعي ومرئي لمواد تعد غالبا من قبل المعلمين ونادرا من قبل الإداريين في المدرسة· ولما لهذا الجهاز الإعلامي الأولي من وقع كبير على إعداد و(تشكيل) عقلية الطلبة فيجب أن تكون هناك رقابة، حيث لا تخرج مواده المقدمة عن الإطار العلمي والتربوي المخير منه، وليس المسير والمفروض منه على عقلية الطلبة·
وآتي لأستعرض معك أيها القارىء بعض ما يعرض في الإذاعة المدرسية· فهناك قضية الحجاب الذي عرض على شريحة من الأطفال أعمارهم ما بين 6-10 سنوات، وكان العرض ليس إلزاما دينيا أكثر منه اجتماعيا، حيث تقول الأم في المشهد المسرحي لابنتها البالغة 8 سنوات إن عليها كفتاة التستر عن الأجانب، ولكن من هم هؤلاء الأجانب؟ وهل لطفلة في عمرها هذا تعي وجود أجناس مختلفة مؤنثة منها ومذكرة؟ وأن المؤنث غير المذكر؟ وأن المذكر أجنبي؟ فهل هذا يعني أن أخي مذكر فهو أجنبي؟··
ختم المشهد المسرحي بتوزيع جوائز وتكريم لكل الطالبات المحجبات، مستثنين غير المحجبات لخروجهن عن التعليمات الاجتماعية الإسلامية، وداعين السافرات للتحجب حتى يكون لهن نصيب من عملية التكريم في السنة المقبلة· هذا العرض أثار لدى الطالبات (غير المحجبات خصوصا) أسئلة عدة حول من هو الأجنبي؟ ماالفرق بين الذكر والأنثى؟ وهل المتحجبة أفضل بكثير من غير المتحجبة؟· كما تنوعت المواد الإذاعية المعروضة على هؤلاء الأطفال كقضية التدخين وعدم وجوبه، ولا أعلم إن كان هناك من بين هؤلاء الأطفال من يمارس التدخين حتى يُدعى للامتناع عنه! وقضية المقاطعة الدنماركية وعرض منتجات غير دنماركية المصنع، والدعوة للمقاطعة وعرض أشرطة دينية تثير النزعة الإيمانية المتعصبة منها وليس السمحة·
أرجو، بل أطلب أن تكبل هذه الحرية في التعبير غير التابعة لنهج تربوي مدروس والتي تعبر عن مناهج وأفكار فردية لمن يقوم بتقديمها· كما أتمنى وجود رقابة جدية على ما يعرض من مواد في الإذاعة المدرسية· |