ساهم مسلسل الرسوم الكاريكاتيرية دنماركية المولد وما تبعه من ردود فعل الى ظهور مفهوم حرية التعبير عن الرأي الى الساحة الإعلامية· وكون مفهوم حرية الرأي هو مفهوم قابل للتشكيل حسب وجهات نظر سواء على مستوى الجماعات أو الأفراد أدى هذا الى الإشكال القائم ليس فقط بين الدنمارك والأمم الإسلامية ولكن ما بين المسلم والمسلم، حيث أصبح المسلم صاحب النظرة الليبرالية يدين المسلم الذي يدعو لاتخاذ أسلحة عملية كالمقاطعة للتعبير عن غضب الأمة الإسلامية عن هذه الصور المهينة· كما أصبح مقياس غيرة المسلم على دينه يختلف من شخص إلى شخص مما أدى الى تقسيمات المسلمين في ردود أفعالهم تجاه تلك الرسوم الكاريكاتيرية، حيث اتخذ البعض الورق والكلمة وسيلة للرد، وآخر اتخذ المقاطعة وآخر انتهج العنف والإحراق كرد فعل لحبر على ورق·
لا أقصد التقليل من خطوط شكلت إهانة لأحد الأديان السماوية، ولكني لأستخف في الوسيلة التي استخدمت للإهانة وطريقة التبرير عنها كونها تقع تحت مظلة حرية التعبير عن الرأي، كون المسلم أثيرت حفيظته عن طريقة هذه الرسوم، على الرغم من تغافل البعض رؤيتها واكتفائه بما سرده وتناقله الناس عنها، إنما لهو اختبار لإيمان المسلم بالإسلام وبرسول هذا الدين عليه الصلاة والسلام، ولكن على هذا المسلم ألا يبالغ في ردة الفعل فيفرط في ردة فعله ويفرط أيضا بصورة هذا الدين الذي عرف عنه دعوته للتسامح والسلام· على المسلم أن يتعقل في ردوده، فالقيام بإحراق السفارات والقنصليات والمقاطعة أودى بوظائف بعض من لا حول لهم ولا قوة، ولربما كان من بينهم أفراد ينتمون لدين الإسلام، أفلا يكون هذا تفريطا بردة الفعل ومغالاة فيها؟! ولربما (زدنا الطين بلة) فاعتبرنا ما يقوم به بعض المسلمين من أفعال ما هو إلا حقهم في حرية التعبير عن رأيهم!
أعود فأذكر لعل الذكرى تنفع من آمن برسول الله ومن أحسن من الله ليحفظ مكانة رسوله عليه الصلاة والسلام ؟!لا إفراط أو تفريط في ردود الفعل، وليته لو كان صوت عقلاء المسلمين الذين اتخذوا وسائل قانونية وصوتية ومرئية ومقروءة يطغى فيصل إلى آذان من لم يخشوا على سمعة الدين ومكانته السامية فيتوقفوا عن إهانة وإيذاء رسالة الإسلام· |