| بداية أود أن أطرح - جدلاً - السؤال التالي: "ماذا لو أضحى أرئييل شارون رئيس وزراء الكيان الصهيوني حمامة سلام تنشد التعايش الأخوي مع العرب؟!"·
هذا السؤال الذي نفترضه جدلاً لأنه من سابع المستحيلات يجعلنا لكي نتعايش معه كواقع أن نمحي من الذاكرة العربية تواريخ وأحداث مهمة عصفت بها على يد الإرهابي شارون خلال أكثر من نصف قرن من الزمان أي قبل قيام الدولة العبرية·
علينا أن ننسى أن شارون أحد مؤسسي عصابة "الهاجاناة" التي ارتكبت عشرات المجازر بحق الأبرياء العزل قبل قيام الدولة العبرية وكانت النواة لأول جيش نظامي صهيوني·
وعلينا أن نتغافل عن دوره الرئيسي في الحروب الأربعة التي خاضها اليهود ضد العرب ومسؤوليته المباشرة عن قتل وجرح الآلاف من الأبرياء فيها·
وعلينا أن نمحي من الذاكرة مجازر صبرا وشاتيلا في المخيمات الفلسطينية عام 1982 التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء·
وعلينا أن ننسى دوره الخبيث عندما كان وزيراً للبنية التحتية وسياسته الرامية إلى تدمير القرى الفلسطينية وإقامة مستوطنات بدلاً منها·
وأخيراً يجب أن نعذره عندما قام بتدنيس المسجد الأقصى منذ أشهر مما كان السبب الأساسي لإندلاع الانتفاضة المباركة·
وبعد كل هذا هل يمكن لنا أن نتعايش بصورة سلمية مع هذا الإرهابي وحكومته التي تفوح منها رائحة التطرف وكراهية العرب؟!
كما نعلم أن أرئييل شارون بذل قصارى جهده ليفوز بمنصب رئيس الوزراء حيث تحالف مع أشد المتطرفين اليهود الذي ساهموا بصورة كبيرة· وهؤلاء اجمعوا على أن أي تنازل من قبل شارون للعرب لن يقابل إلا بتدمير كيانه وطرح الثقة فيه·
وفيما يلي استعراض لمواقف بعض المتطرفين إزاء أي تنازل أو رغبة في السلام مع العرب يقدم عليها شارون·
يقول "نبي ايلون" وهو عضو الكنيست من حزب الاتحاد القومي "نحن مثل الكلب الذي تعلم أن ينهش· ولذلك لن نكتفي بالنباح· إذا لم يلتزم شارون سننهشه من الداخل"·
أما ميخائيل كلينير" عضو الكنيست عن حزب "حيروت" المتطرف فيقول: "أرى أنه يجب على شارون أن يوقف التعامل مع السلطة الفلسطينية على أنها حليف ونقوم بإسقاطها وتصفيتها"·
متطرف آخر من مؤيدي شارون وهو عضو الكنيست "شاؤول يهلوم" قال: "نعرف أن الأساليب التي نقترحها غير إنسانية، لكننا سنستخدمها طالما أن الوسائل الأقل دموية لم تجد نفعاً مع الفلسطينيين·"·
أما التصريح الأشد تطرفاً فقد جاء على لسان أحد قادة حزب "الليكود" في الكنيست "تسفي هندل" حيث قال: "أتمنى أن يلتزم شارون بمقترحاتنا فهذا أفضل له" ووجه التطرف الأساسي يأتي من كون حزب الليكود هو الحزب الذي يترأسه شارون!!
إلى هنا نكتفي بسرد بعض تصريحات حلفاء شارون التي نعتبرها أفضل إجابة على السؤال المطروح أعلاه وهي في الوقت نفسه دعوة موجهة لجميع من يأملون بتغيير نسبي في مواقف شارون صاحب السجل الأكثر دموية في التاريخ الصهيوني الحديث· |
