تصريحات وزير الإعلام متفائلة في إحداث تغيير نوعي في الإعلام والتنسيق بين السياسة الخارجية والبث الإعلامي·· وقد طلب الوزير إعطاءه مهلة ستة أشهر لإحداث التغيير (ولترون ما يسركم) ونحن لا نشك في حرص الوزير على ذلك خصوصاً وهو يدخل مجال السياسة للمرة الأولى·· ولكن أرجو ألا يتوقع منا الشيخ أحمد الفهد أن الأشهر الستة المطلوبة هي (هدنة) بين الكتاب والنقاد والسياسة الإعلامية، فأنا شخصياً (سأخرق) هذه الهدنة لمصلحة مسيرة الإعلام كلما وجدت خطأ في المسار الإعلامي الرسمي·· وهذا الخرق هو لمصلحة الإعلام وتعديل وضعه لأنني أخشى أن يصطدم حماس الوزير ورغبته في الإصلاح (بالحرس القديم) المعشعش في الأجهزة الإعلامية، سواء في الإذاعة والتلفزيون أو في الإدارة الإعلامية المشرفة على الأجهزة الإعلامية··

ومن هنا فالمطلوب من وزير الإعلام (فك الارتباط) بالحرس القديم الإداري في وزارة الإعلام الذين تسلقوا إلى مناصبهم من خلال النفاق والعلاقات الخاصة مع أصحاب القرار من خارج وزارة الإعلام·

ولا أكتم الوزير أنه سرني قبل أيام عندما شعرت أن هناك تغييراً نوعياً في النشرات الإخبارية، حيث تم بث خبر حادث الإديرع ووفاة بعض الجنود الأمريكيين·· أو من خلال إذاعة خبر صدور حكم محكمة التمييز في قضية المتهم علاء حسين رئيس ما كان يسمى الحكومة المؤقتة إبان الغزو العراقي·· ولكن هذا السبق الإخباري تلاشى يوم الثلاثاء الماضي في إذاعة وبث خبر اغتيال السيدة هداية سلطان السالم مما أعطى المجال للتلفزيونات والإذاعات الأخرى بإذاعته قبل أن تذيع الأجهزة الإعلامية الكويتية بيان وزارة الداخلية التاسعة مساء، فقد صورت محطة M.B.C سيارة القتيلة وأجرت لقاءً مع بعض زميلات المغدورة·· بينما تلفزيون الكويت كان مشغولاً في نشرة أخبار التاسعة بأخبار محلية بما فيها نقل مباراة كرة القدم بين السالمية وكاظمة··· وعليه فإننا نقترح على وزير الإعلام إما تأخير الأخبار المحلية إلى آخر النشرة خصوصاً الروتينية منها، أو تخصيص نشرة أخبار محلية خاصة·· كما أن إذاعة الأخبار وبثها يجب أن يكون حسب أهميتها وليس طبقاً لقاعدة المحليات أولاً·· خصوصاً وأن محطة التلفزيون الكويتية الأولى هي نفسها الفضائية ومع كل ذلك·· نحن بانتظار انتهاء هدنة الستة أشهر··