رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 29 ذو الحجة 1421هـ - الموافق 24 مارس 2001
العدد 1469

صانع شبهاء صدام وعدي وقصي وجولة حول العالم
حميد المالكي
hamid@taleea.com

حين تكتشف أن المعرض الذي أقامه (الفنان التشكيلي) العراقي علاء بشير والذي افتتح برعاية السياسي الروسي اليميني المتطرف فلاديمير جيرنوفسكي صديق صدام الشخصي، فإن شبهات تدور على جير نوفسكي الذي يشترك في سرقة ثروات العراقيين حين يبيعه صدام نفطا عراقيا مهربا رخيصا ليعيد الروسي المعفن بيعه إلى شركات النفط بأسعار أخرى ويكسب بذلك الملايين من دم العراقيين وخيرات أرضهم لا شيء إلا لكونه صديقا لصدام ويؤيده في المحافل الدولية السياسية والأمنية والتسليحية الروسية· علاء بشير يشترك هنا في منفعة مع جير نوفسكي إزاء صدام· إذ إنه الفتى المدلل لصدام بل فنانه المفضل ولم لا فهو الذي أجرى عمليات تجميل معقدة بحسب اختصاصه كطبيب جراح في عمليات التجميل لأشباه صدام وأشباه قصي وعدي، وتفنن في تقريب ملامح الطغاة الأصيلين الى النماذج المستنسخة أو الممسوخة في حقيقة الحال ومن هنا فصدام يمنحه ما لا يرى حتى في الأحلام لأكثر الفنانين والعلماء والمفكرين والجراحين العراقيين عبقرية وتميزا، فإضافة الى المال وإنشاء مستشفى على حساب الدولة يقدم دون مقابل لعلاء بشير ليواصل ذبح العراقيين أو تجميلهم لا فرق·

ها هو طبيب صدام وجراحه التجميلي يجول على عواصم العالم المتطور مع لوحاته وعلى حساب ديوان رئاسة صدام، فقبل معرضه في موسكو، تنقل طبيب صدام وحارس ملامحه العدوانية علاء بشير بين فيينا وباريس ولندن وواشنطن ونيويورك فيما يكاد المبدعون من التشكيليين العراقيين الشرفاء يموتون حسرة من أجل أن يرى العالم معرضا لأعمالهم·

وكي تضفي مخابرات صدام على جولات علاء بشير الفنية طابعا فنيا إنسانيا! فهي وبالتنسيق مع سفارات النظام وممثلياته الدبلوماسية تجند صحافيين مرتزقة لإظهار جوانب في معارض علاء بشير هي في حقيقتها مجرد إطارات لقضية لا علاقة لها بجوهر بشير ولا بصداقته العميقة بل الروحية الخالصة لسيده الدموي·

الصحافيون والمأجورون والذي تتولى الملحقيات الإعلامية في سفارات النظام دفع الأموال لهم لقاء تنظيم حوارات مع علاء بشير وكتابة مقالات تشيد بما تسميه طريقته الفنية المتقدمة في التعبير عن معاناة الشعب العراقي، ولا ندري أية معاناة هذه التي يجهد الكتاب المرتزقة أنفسهم في تسليط الضوء عليها؟ أهي معاناة العراقيين الذين ابتزهم ويبتزهم علاء بشير منذ عشرين عاما في عملياته التي يتقاضى عنها أجورا ضخمة أم معاناة زملاء بشير من الفنانين العراقيين الذين يتكوم عليهم وعلى أعمالهم غبار السنوات ونسيانها، أم معاناته الشخصية الناتجة عن صراع نفسي حاد، فهو واستنادا الى مراجعة إنسانية بسيطة يجد نفسه وقد خاض في أوحال مستنقع لا فكاك منه، هو مستنقع الخدمات الشخصية لصدام، بينما يستدعي الموقف الأخلاقي والفني والإنساني أن يكون على مسافة كبيرة من طاغية لا يعادي شيئا قدر عدائه للحرية التي هي اللبنة الأساسية في عمل أي فنان ومبدع· ولو دققنا في الخبر الذي بثته وكالة أنباء صدام عن افتتاح معرض علاء بشير في موسكو وقرأنا فيه ثناء الزعيم العنصري اليميني فلاديمير جيرنوفسكي لاكتشفنا أن العلاقة المشتركة ما بين سياسي عفن مثل جير نوفسكي وفنان مثل علاء بشير قائمة على صلتهما العميقة بصدام، فالأول شريكه في صفقات التهريب والأسلحة، والثاني حبيب صدام الذي لا يهدأ إلا بعد أن يبرع في صنع ملامح شبيهة لسيده خوفا من تعرضه الى حادث اغتيال تطوى معه صفحة مليئة بالدم في تاريخ العراق·

 

شهادات

 

شهادات كتبها سجناء حفرا بالمسامير على جدران سجن "أبو غريب" في بغداد بأسمائهم الصريحة·

(كما تذوب الشمعة، تذوب أعمارنا هنا مجانا··)، أحمد التميمي في 25/2/1995·

(يا رب! لماذا عقلي كالخفاش، لا ينشط إلا في الليل؟!) جورج البصري في 29/5/1993·

(بالسيوف قطعوني، وبالنار ذوبوني، وبالحبل شنقوني، لكن، عن أمي لا تبعدوني) حسين هادي النجفي في 14/12/1994·

(وين السمرة يا شطره؟···) رزاق مهدي الشطري في 11/4/1995

(إذا نجوت من الوحش، فلا تطمع بفريسته··) حاتم العلواني في 1/1/1994

(يا عين كافي دمع، راح التودينه···) سيد كريم البصراوي/ أبو الخصيب/ نهر خوز في 24/6/1994·

مع ملاحظة أن السجناء والمعتقلين في العراق يتعرضون الى تعذيب وحشي وإذلال لا حدود له مما يتسبب في جنون الكثيرين وإصاباتهم بعاهات دائمة هذا إذا بقوا أحياء إضافة الى حالات من الهستيريا والهذيان والغثيان والغيبوبة لذلك فإن عباراتهم تعبر عن حالات نفسية رهيبة· أما النساء فلن يسلمن من عمليات الاغتصاب المستمرة بطريقة التعذيب الجسدي والنفسي·

 

عن الزمان الخطأ!

 

في بغداد، كنا نذهب كل يوم وأحيانا بين ساعة وساعة الى أكشاك الصحف والمجلات، لا ندري ماذا نشتري من كثرة ما يصل إلينا من القاهرة وبيروت والمغرب العربي، المجلات رخيصة والصحف أرخص منها والمتعة جاهزة بين اليدين، مجلات كثيرة جدا: الآداب، المعرفة، الأديب، الموقف الأدبي، المصور، صباح الخير، المثقف العربي الى قائمة تمتد على رصيف الكتب المختارة، لا تدري حقا ماذا ستأخذ؟ أم ماذا ستترك؟ وكلها صالحة للقراءة،  تحقق الفائدة والمعرفة والثقافة· فماذا بقي من ذلك كله؟ فأقول لا شيء·

بقيت جرائد لا أهمية لها، تقول ما ينبغي عليها أن تقول وتمنع ما يجب عليها أن تمنعه بدون نقاش ودون لسان ودون اعتراض، "نفذ الأمر ثم إذا شئت بعد ذلك ناقش!" وما أهمية مناقشة الأمر إذا ما ظهر على ملايين الناس وصار بعض زادهم اليومي؟ لا أهمية للنقاش بعد خراب البصرة· هكذا هي صحافة بغداد اليوم: قصائد مدح رخيصة ليس من قيمة فنية فيها وأصحابها أصابهم الخراب في الروح والجسد والأعضاء ما لم تعد الروح تنطق بشيء وما عاد الجسد ليقول أي شيء وكذا الحال بالنسبة لفحولة هؤلاء الشعراء·

شوارع كبرى مهجورة، ما قيمة الشوارع وهي خالية من أكشاك المعرفة· أنظر الى أزبكية القاهرة وكورنيش باريس وأرصفة بيروت سترى الحياة تمشي معك بينما خلت العاصمة بغداد من الحياة·

مات أبو نواس بعد أن كان متعة ملايين العراقيين ومات معه ملايين العراقيين ومات معه السمك المسقوف، كما مات شارع السعدون معترضا على ما حل بنا من كوارث، بل مات شارع النهر والتصاقه بدجلة الخير، ومات في الوقت نفسه شارع الرشيد الذي كان أيام الستينات قبلة السياح وعشاق الفن والأدباء، للأسف مات كل شيء بالتقسيط المريح حتى الآن نشعر بالخسارة دفعة واحدة·

مات الكتاب النفيس واحترق المؤلف على حسرته، صار جواز السفر هو الكتاب الوحيد الذي يحمله العراقي في طريقه الى بلاد الله الشاسعة البعيدة وبدأت هجرة العقول أوسع هجرة في تاريخ الوطن العربي· مئات العوائل في أستراليا ومئات صوب فنلندا وآلاف غيرهم ينزحون الى السويد وغيرهم في عمان ولندن ولاهاي· تذكروا دائرة الشؤون الثقافية التي أصدرت أجمل الكتب، تحولت الى شركة وانقطع سبيل المعروف وسبيل المعرفة في دار المأمون التي ما عادت تنشر سوى كتاب واحد في العام الواحد وانحسرت الترجمة بعد أن هاجر المترجمون الى دور النشر العربية، أعني بذلك المترجم والشاعر الأصيل والمسرحي المخضرم وكاتب القصة والرواية الذين ينظرون الى بغداد ويتذكرون فترة الستينات المتوهجة حيث كنا نذهب بين ساعة وساعة الى أكشاك الثقافة لنرى ما يجيء·

راح الزمان الصحيح وجاء الزمان الخطأ، راح زمان الحقيقة وجاء الزمن الباطل· كان الله في عون هذا الشعب العظيم الذي كان ذات يوم قبلة الدنيا ومتاع المثقفين·

الأديب العراقي عبدالستار ناصر

 

استراحة

 

·         شوهد المطرب الريفي المعروف (سلمان المنكوب) في إحدى الدوائر ببغداد وكان يروم إنجاز معاملة ما ونتيجة الازدحام والتدافع الشديد وبحكم العمر، تقدم مطربنا الكبير من موظف الاستعلامات وقدم نفسه (عمي أنا سلمان المنكوب) ولأن الموظف الشاب كان عصبي المزاج فقد رد على المطرب قائلا (عمي ما تروح تره كلنه منكوبين)··!

     هذا الخبر، عزيزي القارئ ليس نكتة ولكنه حقيقة وقد نشرته مجلة (الشباب) التي تصدر عن ما يسمى بـ (اتحاد شباب العراق) العدد (60)!·

 

·         قدم منتسبو السيطرات الخارجية اعتراضا شديد اللهجة الى رأس النظام وذلك لموافقته السماح باستخدام الطائرات المدنية لنقل المسافرين ما بين بغداد - البصرة وبغداد الموصل ومعتبرين هذا الإجراء أكبر خسارة لهم بعد رسو تلك السيطرات عليهم بمبالغ شهرية تصل الى مليون دينار لكل منهم!!

 

·         رد أحد مرافقي فرق التفتيش التابعة لـ (اونسكوم) من جلاوزة النظام على سؤال لعضو سويدي عن سر (إصرار) هؤلاء الناس بالسكن في حي (التنك) خلف (السدة) بمدينة الثورة قائلا: إنهم أبوا إلا أن يسبحوا ضد تيار العولمة المقبل رافضين السكن في قصور "الشعب"! التي بناها صدام في كل أرجاء العراق على عناد أمريكا!!

 

·         كما هو حال الكثير من المطربين العرب من أمثال فيروز ونوال الزغبي وعمرو دياب وراغب علامة، يستعد الفنان ياس خضر والشاب حبيب علي لتسجيل أغنيتين عن انتفاضة الأقصى··· نحييهما بشرط أن لا يكونا أداتي مزايدة لصدام على حساب قضية الشعب الفلسطيني ونرجو ألا يذكرا اسمه فيهما·

 

·         اتهم محمد شكري جميل عددا كبيرا من الفنانين بأنهم ليس لديهم مصداقية في التعاون معه لإنتاج فيلم عن بغداد·

     ونقول لشكري جميل: لهم الحق في ذلك ونسأله هل كنت صادقاً مع مادة (المسألة الكبرى) تاريخيا؟!!! طبعا كان غير صادق بالمرة·

     " يتندر المواطنون على قرار منع سفرهم من محافظة الى أخرى وحتى من قرية الى أخرى دون موافقة السلطات الأمنية ولأسباب تقتنع بها تلك الأجهزة·· ويقول المواطنون بأنه لم يبق على سلطات صدام إلا أن تصدر جوازات سفر لغرض السفر داخل العراق·

     " عام 1978 تم طبع 3 ملايين نسخة لكتاب يضم 19 خطابا لصدام، وبالرغم من أنها مجانية إلا أن أحدا لم يقتنها لأنها مليئة بهراء صدام وتخريفاته وسخافاته وأكاذيبه وبقيت حتى الآن مكدسة في مخازن السفارات والملحقيات والمكتبات·

 

الناطور

 

أصدر الاتحاد العام للكتاب والصحافيين العراقيين، العدد الأول من صحيفة نقدية ساخرة حملت عنوان (الناطور) أي الحارس، وستكون الناطور الحارس لأمنيات العراقيين بممارسة حياة حرة وكريمة لا تعرف هوان صدام وإذلاله للمواطنين وإرهابه لهم··

في الصفحة الأولى نقرأ الأخبار التالية: "الأزمة التي يعيشها النظام ناجمة عن ضربة عين" و"الله لا يجعلها غيبة" و"انفجار عنيف يهز سوق مريدي" والثانية تضمنت مقالا عن السخرية بوصفها سلاحا في تعرية جرائم صدام وزاوية: "عيش وشوف" ومجموعة من الرسوم الكاريكاتيرية والأخبار المحلية وضمت الثالثة: "طنطليات تموينية" و"الشعب يتآمر على السيد الرئيس"·

أما الصفحة الرابعة فحملت سيناريو فيلم التضحيات، تروي من خلاله الخالة سليمة ما أخرجه صدام من مشاهد كان هدفها العراق ودول الجوار· والخامسة حملت زاوية (حنقبازيات) وموضوعا عن عدي بوصفه "صحافي القرن" وهناك لقاء متخيل من مهرب الآثار زوج بنت صدام: أرشد ياسين·

والصفحة الأخيرة من الناطور ضمت زاوية "قراقوشيات" و"بورصة الرشاوى الرسمية" ومجموعة من رسوم الكاريكاتير·

�����
   
�������   ������ �����
الذكرى 94 لصدور "برنكيبيا ماتيمانيكا"
برتقالة الدكتور مصطفى جواد!
الانتخابات العراقية·· مفتاح العملية الدستورية
أول بيان يرسي قواعد جديدة وثابتة بين البلدين
قراءة عراقية في البيان الكويتي العراقي
بمناسبة ذكرى الغزو الغاشم
قراءة في وثائق الدبلوماسية الكويتية
الفضائية الكويتية صوت العراقيين الذين لا صوت لهم
الفضائيات العراقية تكسر احتكار الفضاء
محاكمة صدام حسين والقضاء المستعجل
وثيقة تنشر للمرة الأولى
صدام حسين أمام محكمة الشعب عام 1959
نساء العراق بريئات من صدام حسين
دفاعنا عن الكويت يعني دفاعنا عن الحقيقة
نداء عاجل
فشلت المؤامرة وانتصر العراق
الوحدة وتسليم السلطة في العراق
أضواء على التعداد العام في العراق
خطوة كويتية جديدة باتجاه العراق
انتصار الرياضة العراقية
المواطنية والوطنية والولاء
أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد
أطروحتان لمساعدة الشعب العراقي
الاستثمار الكويتي في العراق
حدث تاريخي بارز في الحياة السياسية الكويتية
الذكرى الرابعة لندوة مستقبل العلاقات الكويتية العراقية
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟
  Next Page

الإعلام.. والحرس القديم:
محمد مساعد الصالح
فريق الغوص الكويتي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
بين حمدين:
د.مصطفى عباس معرفي
حفظ الوثائق:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
ثقافة التقديس!:
عامر ذياب التميمي
الدواوين.. ليست أوكار تجسس!!:
سعاد المعجل
الجارالله والنواب الثلاثة:
أنور الرشيد
من زاوية أخرى
المفارقة الأيديولوجية في الشرق:
أحمد الخليفة
حتى لو أضحى شارون.. حمامة سلام:
عبدالله عيسى الموسوي
عفواً فيروز:
كامل عبدالحميد الفرس
صانع شبهاء صدام وعدي وقصي وجولة حول العالم:
حميد المالكي