رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 مايو 2007
العدد 1774

الثقل الخليجي مكوناته وتداعياته
عبدالله محمد سعيد الملا

في ظل الفراغ السياسي العربي أصبحت اللجنة الرباعية محور رسم السياسات العربية، وتتشكل هذه اللجنة من مصر والأردن والسعودية والإمارات، مما يعطي دول الخليج 50% من الثقل، وهذا الثقل أخرج الشك في وجود الثقل الخليجي، سنحاول هنا أن نتعرف على بعض المكونات والقرارات السياسية لدول الخليج العربية والارتباطات فيما بينها ومن طرف أخر تلك المؤثرات الخارجية والداخلية التي أدت إلى هذا الثقل السياسي الإقليمي "التداعيات"· تعد هذه الكتابات امتداداً لما طرحه الكاتب نعم الثقل العربي خليجي البيان (16/3/2007) والتي خلص فيها بأن الدولة ذات الثقل يجب أن تتحلى بامتلاك المكونات التالية:

1- مركز جذب حضاري،  2- مركز جذب علمي، 3- مركز جذب تجاري، 4- مركز جذب مالي، 5-تتحلى بالمهارة الدبلوماسية، 6- تتحلى بقيادة مركزية·

إن لم تستطع إحدى هاتين الدولتين الخليجيتين الأعضاء في اللجنة الرباعية في بحر الأفق القريب من تملك هذه المكونات، فإن هذا الثقل سيكون ظاهرة عابرة,حيث لا تنفرد هذه المكونات وتداعياتها وحدها في الصورة العامة لهذا الثقل الخليجي,بل هناك دوافع خاصة لكل دولة عند رسم "قرارات سياساتها" والتي تؤثر وتتأثر بالوضع الداخلي والخارجي لها، ولهذا فإننا سنتطرق لبعض المفاهيم والمكونات التي تساعد في بناء هذه الصورة·

القرار ما هو إلا مفهوم يرتب الأمور من حولنا وهو المنهج الذي نُحكم به، وهو ذو اتجاهين الأول يتجه نحو الحكم في الأمور والبرامج المستقبلية والثاني نحو تثبيت الوضع القائم، ومهما كانت هذه القرارات السياسية فإنها تحتاج إلى إدارة منهجية تطبيقية,أما هذه السياسات فهي تأتي على أربعة محاور الأول توقع المشاكل، والثاني معالجة المشكلة، والثالث بناء إجماع، والأخير فرض الرأي (Colebatch - 2005).

صحيح إن القرارات السياسية تبدأ كقرار داخلي يختص بمصالح الدولة في برامجها الاجتماعية والاقتصادية المختلفة قبل أن تكون ذات طابع دولي,لكن الفراغ السياسي العربي سيزول عندما تأتي هذي الدولة لتملأه، وهذه الدولة إن كان خيارها امتلاك الثقل العربي فإن رسم قراراتها السياسية في مجال العلاقات الإقليمية "العربية" سيدور حول معالجة مشاكل مستقبلية "يجب تحديدها" وفرض رأى عليها "كيفية علاجها"، ومن هنا ستأتي منهجية تطبق هذه السياسة، وشكلت الموارد المالية الخليجية وخاصة بعد الطفرة في أسعار النفط "إمكانية" فرض تواجدها في الرباعية "تداعيات"·

إذاً رأس الحربة هي تلك الدولة التي سوف تقوم بوضع حل للمشاكل العربية المستقبلية التي يجب علاجها وعلى أولويات مختلفة من الأهمية، ومنها البطالة، رفع مستوى الدخل، التعليم، البنية التحتية··· كيف سيتم فرض هذا الرأي لحل هذه المشاكل؟ ومن سينفذ؟ وأين التمويل المادي؟ إن مشروعاً كهذا يحتاج إلى آلاف المليارات من الدولارات تنفق سنوياً على هذه البرامج، إن منبع هذه الأموال ستكون من دول النفط العربية، فالقرار المطلوب هنا قائم على بناء إجماع فيما بينها وربما ستكون خاضعة بمؤثرات خارجية·

أصبحت الدول الخليجية الدافع نحو سد الفراغ في المؤسسات العربية والنهوض بها نحو أهداف مشتركة في واحد أو أكثر من المواضيع التي تهم العرب، ومن جهة أخرى فامتلاك منطقة الخليج العربي أكثر من ثلثي احتياطيات النفط في العالم جلب الاهتمام الاستراتيجي للولايات المتحدة لهم وجعل من علاقاتهم الدولية فيما بينهم وعلى النطاق الإقليمي تحت ضغط الولايات المتحدة، وعند التعامل فيما بينهم فإنه يقوم على الأساسيات التالية:

1- الأمور المتعلقة بتوازن القوى، 2- الأيدلوجيات العربية والإسلامية، الأقليات والحدود المشتركة، 3- الأمن والاستقرار الداخلي، ويشكل العامل الأمني نفس الأهمية في العلاقات فيما بينهم والعالم، وكذلك ما يؤرقهم خطورة تغير النظام الذي حمله جمال عبد الناصر أو صدام حسين أو التداعيات السياسية للثورة الإيرانية (FAWCETT- 2005

وهذه الأمور الأساسية في التعامل فيما بينهم هي إحدى مكونات اتخاذ قراراتهم السياسية، وهكذا تم إبراز بعض من أهم المكونات لدول الخليج بصفة عامة وتلك التي تمثلها السعودية والإمارات في المجموعة العربية الرباعية لصياغة القرار السياسي الإقليمي ( العالم العربي) تداعيات، وطرح مفهوم امتلاك الثقل العربي عبر تاريخ العرب كان يحوم بين القاهرة ودمشق وبغداد، وبخراب بغداد أصبحت الخيارات محدودة معطيةً احتمالاً لمدينة عربية أخرى، فإذا حدث شيء على هذا المستوى فلربما سيُعرّف المستقبل بين العرب بعصر ما بعد الحديث، وسيشهد القرن الأول من هذه الألفية انطلاقة شيء يسمى عربي ومن الصعب تصور هذا المفهوم الجديد بين هذه السطور·

إن امتلاك الثقل العربي ما هو إلا قرار سياسي يدور حول بناء إستراتيجية للتعامل مع مشاكل مستقبلية وفرض الآليات المختلفة عليها، وهذا يتطلب إدارة فذة ومنهجية تطبيقية حديثة، والذي بدوره يفتح الأبواب للعرب الجدد بمنهجية ملتوية للوصول لتلك الأهداف، وتعرف "بالبراغماتية" العربية، وهي تضع الهدف الكبير نصب عينيها وتتبنى الطرق المختلفة لتأخذ مجراها للوصول لذلك الهدف، الكاتب العرب الجدد البيان (27/1/2007)·

إننا أمام جيل جديد من المثقفين العرب ليسوا من أبناء الصحراء أو البساتين ولكن الجامعات والمعاهد العلمية يلمون بما يحدث حولهم وما وراءهم والكثير منهم يعرف لغة من لغات الغرب وما يدور في هذه الدول,إن الزحف آتٍ، جيل يخلف جيلاً يحمل حلماً توّاقاً أن يكون عربياً إن لديه المقدرة الكامنة للانطلاق الانطلاقة العربية الكبرى وسيقف مع ذلك القائد الذي سوف يفتح الباب على مصراعيه·

وأخيراً كتبت ثريا الشهري "الشرق الأوسط، 21/4/ 2007، الشعوب لا تصنع وحدها تاريخها، فهي لا تحشد بنفسها، ولكن لابد لها من قائد يقودها، ويستنهض طاقاتها، فالأمم باقية على أية حال، بضعفها وقوتها، وما يفسر حدوث انتصاراتها هو ظهور الرجل الزعيم، وما يفسر انكسارها هو غياب هذا الزعيم·

* كاتب إماراتي

�����
   

لبنات المجتمع الكبير:
د. لطيفة النجار
الثقل الخليجي مكوناته وتداعياته:
عبدالله محمد سعيد الملا
مشروع الورقة الرابحة:
سعاد المعجل
"مظفر النواب.. وتريات ليلية":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
مفهوم الوطنية في ميزان العقل:
فهد راشد المطيري
الديمقراطية الفرنسية والهوية الوطنية:
علي عبيد
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد:
فيصل عبدالله عبدالنبي
زين يسوّي فيك الصقر:
على محمود خاجه
العجز الاكتواري وصندوق التنمية:
أحمد سعود المطرود
الإصلاح والشكوك:
المهندس محمد فهد الظفيري
دروس من تقرير (فينوغراد)(2):
عبدالله عيسى الموسوي
حرّاس المستقبل:
ياسر سعيد حارب
التفكير من أجل التغيير:
د. فاطمة البريكي
دولة الرجال العربية المتحدة! :
علي سويدان