من يرَ حال أباء وأمهات الأسر الذين بُلغوا بنبأ استشهاد أبنائهم وكانوا لا يزالون يعيشون على أمل عودتهم يصب بالصدمة والأسى لحالهم·
فهؤلاء الصابرون تبلغوا باستشهاد فلذات أكبادهم بعد أن تفطرت قلوبهم، ومحاجر عيونهم جفت لبكائهم طوال هذه السنين·
ومن شاهد أبا الشهدين "الفضلي" وهو ينهار في اللجنة الوطنية للأسرى يقف حائرا على وضعنا ونحن نقف عاجزين، فقد كان من الحكمة عمل شيء ضد إنسان اسمه صدام تجرد من كل مبادىء الكائنات الحية حتى الحيوانات المفترسة تترك أجزاء وبقايا فريستها فعمل هذا المجرم في غفلة من الزمن على قتل كل إنسان سواء ضده أو معه أوصله إلى أعلى سلطة في بلد أصبح أهلها بمشاركتهم في تنفيذ جرائمه وسكوتهم على أفعاله نسيجا من هذا المجرم·
ونقول لهؤلاء الأباء والأمهات الصابرين لا تبكوا، ولماذا تبكون؟ وأبناؤكم شهداء عند ربهم بإذنه تعالى وعلى ماذا نبكي وإخواننا حجزت حرياتهم وقتلوا بدم بارد وتشجيع من بعض العرب من إن لم يكن جميعهم الذين كانوا يهتفون لهذا المجرم بل كانوا يمجدونه بعد قتله كل من يحاول أن يزيحه عن السلطة وأكثر من ذلك أمدوه بالسلاح، وبالتأييد السياسي لتنفيذ جرائمه ضد كل انتفاضة كانت تقوم ضده وقد نحسد أنفسنا بل نبكي بصوت مرتفع ونتجاوز في كلامنا ولن نجد أحد يمنعنا في هذا الوطن العزيز ولا تقيد حريتنا، بل إن سلطتنا تشاركنا عزاءنا ومصائبنا لأننا أسرة واحدة وهذا ما نحن محسودون عليه من العرب الغوغائيين الذين يحاولون اختراق وحدتنا وبأي ثمن لأن هذا الشيء يفتقدونه ويغيظهم·
وبصراحة من يعش في الوطن العربي الكئيب لا يعرف ماذا يحصل له غدا أو لأولاده لمجرد إبداء رأي أو كلمة طيبة لتصحيح الاعوجاج، ويذهب حاكم مستبد ويأتي آخر سواء ابنه أو أخيه ليمارس علينا الاضطهاد بالأسلوب نفسه وربما أكثر·
كما إنها دعوة لعدم الإنجاب حتى لا يحصل لأبنائنا ما نعيشه من واقع عربي مرير وتتم إهانتنا ونحن في أرذل الأعمار في هذا العالم الذي يتفاخرون به والمسمى "الوطن العربي" فنرى شخصية صدام اليوم في كثير من الرؤساء ونحن نصفق لهم ونقف على الأرصفة لتحيتهم، ولماذا نبكي على حياة لا نستحق أن نعيشها فهل نتعظ ···؟! |