النهاية الحتمية للحكم في العراق على يد دكتاتور فاشل ومتخلف ومجرم لا يعرف للإنسانية طريق قد انتهى بقوة جبارة وليس عن طريق طيب خاطر، هي بداية لمرحلة جديدة نتمنى أن تكون عكس المرحلة السابقة بجميع كبائرها وصغائرها، مرحلة لشعب ذاق المرارة في حياته وامتدت هذه المرحلة بمرارتها للشعوب المجاورة سواء بحروب أو باحتلال بغيض، نتمنى للنظام الجديد أن يستوعب ما حصل ويكون قدوة للآخرين في التغيير والتطوير، فهذا الشعب بحضارته العملاقة توارث النكبات والكوارث وكأنها أرض مغضوب عليها، امتدت إليها يد التدمير والإرهاب والتخريب والرعب منذ وجود الإنسان فيها·
نتمنى لهم حاكما عاقلا يستوعب جميع الأفكار وينفتح على جميع الاتجاهات والديانات والقوميات حتى يريح نفسه والآخرين·
إن المطلوب في المرحلة المقبلة في هذه الدولة الوليدة بعد تحريرها من رجس حكامها أن تكون على قدر المسؤولية وأن يكون جميع أناسها يداً واحدة لا يفرقهم مذهب أو قومية لأن أي خلل سيفقدها كيانها ويرجعها الى أسوأ ما كانت عليه· إن جمعية الهلال الأحمر الكويتي بجهودها في توزيع المساعدات للشعب العراقي منذ بداية الحرب دليل على تصميم هؤلاء الشباب ومن ورائهم مسؤولو جمعية الهلال الأحمر الكويتي على الوقوف بجانب إخوانهم، وهذا ليس بجديد على أهل الكويت الذين عرف عنهم حب الخير والفزعة ولم يلتفتوا للغوغائيين من بعض الشعوب العربية الذين هم وحكامهم على شاكلة صدام، فهم لا يريدون أن يتحرر العراقيون ويتنفسون هواء الحرية لأن هؤلاء الغوغائيين أدمنوا التخلف والديمقراطية الكاذبة التي فرضها عليهم حكامهم ونتمنى من الحاكم الجديد أن يحرر أولا عقول العراقيين التي أدمنت على نظام صدام فأصبح نسيجهم جزءاً من نظام فاسق مجرم وليأخذ الحاكم الجديد بيد الشعب المنهك حتى يوصله الى بر الأمان لحياة كريمة ولعلاقات إنسانية مع الآخرين ليكون نموذجاً لكل شعب يتطلع للحرية والديمقراطية· |