تداولت بعض الكاتبات في الصحف اليومية ما اعتبرنه "ظاهرة خطيرة" تمثلت في زواج الكويتي من غير كويتية ووصفن الزوجة غير الكويتية بـ "خاطفة الرجال" وأوصاف كثيرة تعبر عن نظرة فيها عنصرية ودونية وفيها في الوقت ذاته إعلاء من شأن المرأة الكويتية في المقابل ليس بما لها من صفات تستحق أن تمتدح عليها ولكن فقط بالمقارنة بالمرأة غير الكويتية التي وصفت بأقذع الأوصاف·
الزواج مسألة شخصية تعني بالدرجة الأولى طرفي هذه العلاقة ثم أسرتيهما، والاختيار لا يبدأ بتحديد الجنسية إنما صفات الشريك وقد يبدأ بصدفة أو ترتيب من أصدقاء أو أطراف في الأسرة، وبالتالي لا يجوز تصوير الأمر وكأنه سباق على الرجل الكويتي بين المرأة الكويتية وتلك التي قطعت عليها الطريق وخطفت هذا الزوج وبالتالي أضيفت تلك الكويتية "الزوجة المفترضة" الى أعداد العوانس· إن من يصور الأمر بهذه الطريقة إنما يلوي أعناق الحقائق اليومية فقط لإثبات رأي لا تسنده أدلة علمية ولا منطق·
فكثير من الكويتيات تزوجن من غير كويتيين ويعيش هؤلاء وأطفالهم عيشة مستقرة لولا منغصات بعض القوانين والتمييز المقصود ضد المرأة الكويتية ولم يقل أحد إن الرجال من غير الكويتيين "خطفوا" نساءنا الكويتيات ولم يوصف أولئك الرجال بأية أوصاف كما وصفت النساء غير الكويتيات اللاتي تزوجن من كويتيين·
إن من يثير هذا الأمر بهذه الطريقة إنما يسيئ لنساء هن أمهات لكويتيين من الرجال والنساء كما يسيء الى عدد كبير من النساء كبيرات السن اللاتي لا يزال بعضهن على قيد الحياة، ومنهن من توافاها الله تلك النساء اللاتي تزوج بهن آباؤنا وأجدادنا من مختلف بقاع العالم ولم يصفهن أحد من نساء ذلك الوقت بخاطفات الرجال·
المسألة إذاً كما كانت وكما ستستمر هي اختيار وانسجام بين طرفين إما أن يكون بداية لحياة مثمرة يكتب لها الاستمرار ما استمرت حياة الطرفين أو أنها تنتهي بالانفصال أيا كانت جنسية طرفي الـــزواج ولا أدل على ذلك من الأرقام المخيفة لحالات الطلاق بين حديثي الزواج الذين ما إن تبدأ حياتهم الزوجية بفرحة الأهل والأقارب حتى تنتهي بالمحاكم أو الانفصال الهادئ، وفي غالبية هذه الحالات، الزوجان كويتيان!!!
إن مناقشة أسباب الطلاق المبكر هذه ومحاولة تفسير ظاهرة الطلاق في المجتمع الكويتي بشكل عام أجدى بكثير من التمييز العنصري على أساس الجنسية فالصلاح والخراب لا جنسية لهما· |