رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 27 ديسمبر 2006
العدد 1756

حتى يكتب سموكم بصفحة بيضاء
علي باجي العنزي

سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لقد استبشرنا خيراً ورفعنا أعلام النصر وحملنا رايات الإصلاح والعدالة وتكافؤ الفرص عندما أعلن عن تعيينكم رئيسا للوزراء لكن مع الأسف سرعان ما نكست الأعلام واتضح جليا أن الإصلاح وشعاراته مجرد أضغاث أحلام فالمبادئ واحدة وإن اختلفت الأسماء والمناصب و····و····؟!

سمو الرئيس نحن ندرك عبء التركة الثقيلة التي ورثتموها في الجهاز التنفيذي فأنتم وجدتموها أطلالاً وأعجاز نخل خاوية ووجدنا لكم العذر في البداية إذ توقعنا أن تقوموا بحرب عاصفة وخاطفة لتصحيح الاعوجاج إلا أن توقعاتنا ذهبت أدراج الرياح بعد أن أطلقتم رصاصة الرحمة على الجهاز التنفيذي للدولة من خلال حقنكم لبعض المؤسسات التابعة لكم بشكل مباشر ببعض القيادات الشابة التي لم تتدرج عبر السلم الوظفيي بل أجريتم لها بما يسمى حرق المراحل الوظيفية وهي القفز على التسلسل المنطقي للوظيفة الحكومية·

سمو الرئيس لقد كان لموجة الترقيات والتعيينات للإدارات التابعة لكم مباشرة صدى سلبي وعاد بالغيوم المشؤومة القديمة وجعلها تتلبد فوق رؤوس المظلومين والمحرومين وعديمي الواسطة بالجهاز الحكومي، فما قمتم به يرسخ ثقافة المحسوبية والواسطة وشعار هذا ولدنا، والذي كنا نعتقد ونحن مخطئون بأنه شعار أعلن الطلاق عليه في فبراير الماضي أي أنه في الواقع شعار أخذ مساره الطبيعي وأخذ يتغلغل في أروقة الدوائر الحكومية لا سيما في المؤسسات ذات الامتيازات المادية والوظيفية· إن ثالوث المحسوبية والواسطة وهذا ولدنا يخلق واقعاً رديئاً يا سمو الرئيس وواقعا مشحونا بالحنق والقلق وعدم الارتياح، إن هذا الثالوث اللعين يؤلف وضعا مريراً مشبعاً بأجواء ملغومة تفضي في النهاية الى عدم الثقة بالسلطة والحكومة معاً··؟!

سمو الرئيس نحن لا نطلب العدالة المطلقة لأنها صفة خص بها الله عز وجل ذاته بل نريد عدالة نسبية لا تدفعنا الى عدم الثقة بحكومتكم الموقرة لأن المساطر التي يعتبرها البعض معياراً للاختبار في بعض الوظائف هي مساطر من نوع خاص ليس من معاييرها الكفاءة والقدرة والمهنية بل القبلية والطائفية والمناطقية وكأننا نعيش مرحلة ما بعد الثورة الصناعية عندما سادت المذاهب الفاشية والنازية··!!

سمو الرئيس إن إعلانا في إحدى الصحف حول صدور قرار لمجلس الوزراء بتعيين "س" أو "ص" بمنصب عام في ظل وجود العشرات من الشباب الذين يحملون المؤهلات والشهادات وهم بالكاد يحصلون على وظيفة ليس بالأمر الهين بل إن كل قرار يصدر هو بمثابة ضربة من معول في أحد أركان الدولة لأن العدل أساس الملك يا سمو الرئيس·

في النهاية يا سمو الرئيس أنا أعلم علم اليقين بأن منافقاً ومتزلفاً ومتنفعا سيلقي على مسامعكم قولاً ثقيلا حول هذا المقال ويؤكد لكم عدم أهميته، كفى أعلم يا سمو الرئيس بأن حركة التاريخ تؤكد أن هؤلاء الفلاتر والذين يضربون طوقاً منيعاً بين الحاكم والمحكوم خوفاً على مكتسباتهم المادية والوظيفية هم من ينقلون لك الواقع مقلوباً ويزيفون الحقائق وأهم من ذلك هم سبب سقوط الأنظمة؟! لقد تحولت البلاد في حكمك يا سيدي الى ما يشبه إقطاعيات القرن الثامن عشر فكل مسؤول بدءاً من الوزير، وانتهاء برؤساء الشعب يتعاملون مع القطاعات والإدارات التابعة لهم كما لو كانت ملكاً خاصا حتى سادت ثقافة الظلم وتكرست مفاهيم المحسوبية·

 المطلوب يا سمو الرئيس حتى يكتب اسمكم في صفحة بيضاء من صفحات التاريخ ولأن المناصب زائلة يجب أن يحق الحق وتوضع الأمور في نصابها الصحيح ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: "إن القيامة ستأتي إذا وسد الأمر لغير أهله"·

 alibaji-kw@hotmail.com

�����
   

الاستقالة خير من الإقالة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
النيتو.. بلا مخالب!!:
سعاد المعجل
عيدي يا كويت:
على محمود خاجه
وداعا...مبارك:
فهد راشد المطيري
قراءة أولى في الانتخابات:
د. محمد عبدالله المطوع
المؤامرة:
محمد بو شهري
ندوة مجلة العربي:
د. محمد حسين اليوسفي
الوطن ومسؤولية المواطن:
المهندس محمد فهد الظفيري
موقف شجاع من الرئيس "جيمي كارتر":
عبدالله عيسى الموسوي
حتى يكتب سموكم بصفحة بيضاء:
علي باجي العنزي
رسالة للأستاذ حسن العيسى:
يوسف الكندري
نحن والسيد وايت وخارطة السعادة
الكويتيون بين النصف الفارغ و "المليان"!:
خالد عيد العنزي*
نساء البحرين وواقع التحديات الكبرى(2):
بدر عبدالمـلـك*