| منذ خروجه من البيت الأبيض في سنة 1981م أعتبر الرئيس الأمريكي السابق "جيمي كارتر" في خانة المعادين للوبي الصهيوني الأمريكي كونه كان يتخذ مواقف محايدة نوعاً ما عندما يتعلق الأمر بالصراع العربي- الإسرائيلي·
ومنذ أسابيع قلائل أصدر الرئيس السابق كتابا بعنوان: "فلسطين: سلام لا فصل عنصري" حيث أثار الكتاب جدلا واسعا لما يحتويه من نقد واضح وصريح لسياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها غير الإنسانية بحق الفلسطينيين الأبرياء، ووجهت العديد من التهم لهذا الرجل الذي قال كلمة حق في زمن أضحى فيه الباطل حقاً والحق باطلاً·
وفي مقابلة أجرتها مجلة "نيوز ويك" الأمريكية مع الرئيس السابق حول محتوى الكتاب والنقد الذي يواجهه قال: "إن كلمة الفصل العنصري التي استخدمتها في الكتاب تعتبر وصفا دقيقا لما يحدث في فلسطين، إن محنة الفلسطيينين الآن تكمن في مصادرة أراضيهم وتعرضهم لقمع كامل وبناء الجدار الذي يتوغل بعمق داخل أراضيهم والفصل التام بين الإسرائيليين والفلسطينيين·
كل هذه الأشياء تعد بمختلف المقاييس أسوأ من بعض مظاهر الفصل العنصري في جنوب أفريقيا"·
وقد وجه الرئيس كارتر اتهامات علنية قلما تصدر من رئيس أمريكي سابق عندما وجه أصابع اتهام قاسية للوبي اليهودي في أمريكا بقوله: "كلنا يعلم النفوذ القوي الذي تمارسه إيباك، والذي لا يهف الي تحقيق السلام·· إن هدفهم في الحياة هو حماية سياسة الحكومة الإسرائيلية والدفاع عنها والحرص على إقرار هذه السياسات من قبل الولايات المتحدة ومجلس الكونغرس في بلادنا، وهم فاعلون جداً في هذا المجال·· حيث لا يستطيع أي عضو في الكونغرس يتطلع لإعادة انتخابه أن يقول إنه سيتخذ موقفا متوازياً بين إسرائيل والفلسطينيين أو أنه سيصر على انسحاب إسرائيل الى الحدود الدولية، أو أنه سيكرس نفسه لحماية حقوق الإنسان الفلسطيني فمن المرجح جداً ألا يعاد انتخابه"·
وفي الوقت نفسه فإن الرئيس كارتر بدأ بكتابة سلسلة من المقالات الصحافية التي توجه نقداً غير مسبوق في حجم او محتواه للحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي خصوصا في قضايا السلام والتطبيع والإرهاب الإسرائيلي·
إنها بلاشك كلمات حق·· فشكراً لك يا كارتر على موقفك الشجاع في زمن باتت فيه الشجاعة عملة نادرة، وفي الوقت نفسه نأمل من بعض القادة العرب السير على خطاك الثابتة·
abdullah.m@taleea.com |
