طبيعي جدا، في الأردن الشقيقة "يشلخون" ظهور طلابنا ويعتدون عليهم ويتلفون سياراتهم ويضايقونهم ويغنون "يا هلا بالضيف ضيف الله" وربعنا يردون "إي والله"، دون أن يحركوا ساكنا تجاه كل ما يتعرض له طلابنا، حتى أصبح أمرا مألوفا وعاديا ضرب الكويتي هناك حتى يبان له صاحب!
في بعض من دول الخليج الشقيقة يعتدى على جماهير منتخباتنا الرياضية المشاركة في البطولات المقامة وخصوصا لاعبي كرة القدم واليد، وأيضا لانحرك ساكنا وكأننا "طقتنا" أصبحت أمر طبيعيا ومسلما به، ومع ذلك نغني ونردد "أنا الخليجي" وكله يضرب!
في الجماهيرية الليبية··· إلخ تحرق أعلامنا وتحتل سفارتنا ويساء لنا أشد الإساءة ونوصف بأوصاف يعف اللسان عن ذكرها، وأيضا لا نحرك ساكنا و"نتقعمز صامتين"!
في الأراضي الفلسطينية تقام المظاهرات وترفع صور الطاغية المقبور صدام حسين الذي غزانا وأحرق آبارنا وقتل أولادنا وشردنا، ويشارك فيها الحمساويون والفتحاويون مؤيدين لفعلته وهم يرددون "فلسطين عربية"، وكأن الكويت اسكتنلندية! أيضا لم نحرك ساكنا كعادتنا·
ما تعرض له الدبلوماسي الكويتي في طهران من اعتداء آثم بالطبع لابد من وقفة تجاهه ويمكن هذاما حدث بالفعل، ولكن مواقفنا السابقة هي التي أدت لمثل هذا الاعتداء، فلو كنا صارمين حاسمين جادين في الماضي لما تجرأ أحد على العبث معنا، وهذا الاعتداء غير مستغرب من دولة يتحكم بها الملالي، وإيران دولة يحكمها نظام ديني ويتحكم بها رجال الدين "الملالي" والسياسيون الظاهرون بحق فيهم رئيس الوزراء ليسوا مستقلين عن سلطة رجال الدين· فرئيس الحكومة في إيران يأتي في المرتبة الثالثة أو الرابعة·· فهناك المرشد ومصلحة تشخيص النظام والحرس الثوري وكلها مراكز نفوذ تؤثر إن لم تتحكم في القرار·
أخيرا·· بمناسبة الاستجواب الأخير ومع أنني مع كل استجواب، لأنه أداة دستورية فعالة لكشف مكامن الخلل تهدف إلى الإصلاح وتوضح للسلطة التنفيذية والشعب الفساد والعبث بمقدرات الوطن وإصلاحه، إلا أنني ألاحظ أن الاستجوابات في الفترة الأخيرة تستهدف الوزراء المكشوفين الذين ليس لهم غطاء وفي الوقت نفسه الضعفاء، وأما أصحاب اللسان الحاد فيتم التغاضي عنهم مع أن وزاراتهم تعج بالكثير من الفساد، عسى المانع خيرا·
nayefo@hotmail.com |