رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 نوفمبر 2006
العدد 1752

يمكن يكون حسد
المحامي نايف بدر العتيبي
nayefo@hotmail.com

يملكون الملايين والمليارات من الدنانير وليست الدولارات، وهناك فرق طبعاً، كذلك يملكون المناصب ويعتبرون أنفسهم هم فقط المسموح لهم باستغلال الوطن، كل شيء محلل لهم وحق وواجب ومنطق لابد أن يستقيم تجاه مصالحهم ومنافعهم ونفوذهم وعليائهم، وكل قليل ويسير يتجه نحونا هو تبذير وإخلال بمفهوم المواطنة ومنّة وسبّة في جبين الإنسانية فكيف يكون لنا حق في الـ "50" ديناراً عن كل ولد، ولذلك قلصوا عدد الأولاد المستفيدين، والتعليم يجب أن يقتصر على أبنائهم لذلك أهملوا جامعاتنا فهم ببساطة يرسلون أولادهم لجامعات أمريكا وأوروبا ويتركون أبناءنا المساكين يعانون الأمرين في دولة دون جامعة واضحة المعالم ومتدنية المستوى التعليمي، وأخيراً ظهروا علينا ببدعة الجامعات الخاصة التي تتطلب آلاف الدنانير وكأننا بلد تعدادنا "100" مليون نسمة وجامعاتنا الحكومية لا تستوعب طلابنا!

لم يعد للطبقة العاملة ومحدودي الدخل دور والطبقة  الوسطى في طريقها للاضحملال، وانتهت الطبقات وأصبح الفرق شاسعاً بينها، ولم يعد إلا طبقتان هما الأغنياء جداً والفقراء جداً والوسطى اختفت فالكويت يوجد فيها وبكل أسف وأسى فقراء ومحرومون ومحتاجون وأموال الزكاة والجمعيات الخيرية إما تنهب أو توجه لمشاريع ومساعدات للخارج، الأغلبية الصامتة من الشعب لم يعد لها دور ولا رأي والقرارات فقط بيد حفنة من أصحاب رأس المال، فقد أصبحوا هم من يتحكم بمصائرنا ليس لأنهم يمتلكون الرؤيا الصائبة والفكر المستنير وحب الوطن والمحافظة عليه والقدرة على معالجة هموم ومشاكل الوطن والمواطن، لكن لأنهم يملكون النفوذ·

يتوقع الكثيرين أنه سيأتي يوم لن يستطيع أي مواطن ترشيح نفسه لعضوية مجلس الأمة لأنه لا يمتلك رأس المال الكافي لإدارة الحملة الانتخابية التي أريد لها أن تصبح عملية مالية ودعائية ضخمة لا يتحملها إلا الأغنياء أو المدعومون هذا إذا لم يصرح لإنشاء الأحزاب·

كل رواتبنا تذهب أقساطاً ورسوماً وضرائب وأبناؤنا لا يجدون فرص عمل، ووضعنا أصبح لا يحتمل، هل نشد الأحزمة حول بطوننا، لكن قبل ذلك على الحكومة أن تشد الأحزمة هي أيضا·

 

* * *

 

هل يمكن لبلد تقسم السلطة فيه على أساس طائفي أن يستقر ويعيش بسلام ولا تتصارع الطوائف فيما بينها؟ لا ديمقراطية ولا تعددية ولا حرية ولا استقلال في ظل نظام الطوائف وما يحدث في لبنان والعراق خير دليل على ذلك·

 nayefo@hamail.com

 

* * *

 

تعليق

 

علقت أحدى القارئات على مقال الزميل نايف بدر العتيبي والذي كان عنوانه "البدون يتحدثون" قائلة:

الأستاذ نايف المحترم أود في البداية أن أشكرك على مقالتك حول البدون لأنك ذكرت فقط كلمة تجنيس وهذه بحد ذاتها بادرة طيبة·

أنا سيدة من فئة البدون قصتي بالفعل تستحق أن تكون رواية ناجحة فقد كان والدي عسكريا في الجيش الكويتي ومنحته الدولة عدة أوسمة وفي النهاية سلبت منه كل حقوقه، نحن أصولنا تعود الى قبيلة عتيبة حيث هاجرت مجموعة منها الى الشمال، وما زلنا نرتبط بعلاقات قرابة لأهلنا في الجنوب والكويت وبعد أن ضاقت السبل بوالدي وتم "تفنيشه" وحرمانه من خدماته التي هي حق خالص له لا يمكن للدولة أو أي من كان احتجازها قرر البحث عن مستقبلنا لذا أرسلني والدي واثنين من إخواني تباعا الى الخارج بجوازات سفر أفغانية اشتراها لنا بطريقته بعد حصولنا على نسب عالية ولم تقبلنا الجامعة ولا تعرف كيف هي معاناتنا في الغربة حيث فوجئنا بالثلوج تنهمر علينا لعدة أشهر وكنا نستقل عدة حافلات للوصول الى المدرسة وكنا نجلس بالخلف في الفصل لأننا كنا أكبر من الطلبة وكان أخواي يعملان في المطاعم ليلاً حتى ساعات متأخرة لتوفير المصاريف للجامعة ومرت السنين متسارعة ولم يكن باستطاعتنا العودة لعدم حصولنا على الجواز الكندي حتى أن والدتي كانت على فراش المرض ثم ماتت ولم نرها، وبعد تضحيات استمرت سنوات طويلة، استطعت وأخويّ بحمد الله الحصول على الجوازات وعلى شهادة الطب وأكمل الأول دراسته في طب التجميل وحصل على الدكتوراه ولم يعد يرغب بالعودة والآخر حصل على الماجستير في طب الأسنان ولا يزال يدرس الدكتوراه ولم يعد يرغب بالعودة واكتفينا بزيارات خاطفة، أما أنا فقد تخرجت وأكملت الماجستير وعدت الى الكويت بجواز كندي لأن والدي أصر على تزويجي من ابن عمي الذي حرمته الدولة من التعليم ولم يحصل إلا على الابتدائية وعمل في بيع البطيخ في بلد خيراته وصلت الى أقاصي العالم وحرمها علينا، وقبل زواجي توفي والدي وحزنت عليه فهو الذي ذاق المر من أجلنا، وأبلغت ابن عمي أنني أرغب بالسفر لتكملة دراستي فحزن أشد الحزن على عدم الاقتران بي وأنا الآن أستعد لمغادرة بلدي الكويت الى الأبد للالتحاق بأحد إخوتي ولمتابعة دراسة الدكتوراه ولا تعرف كم هو شعور مؤلم للغاية عندما تفارق أعز ما تملك الى الأبد، إن الحزن الذي يتملكني أكثر من الحزن الذي تملكني عندما مات والدي بين يدي، فمن الصعب جدا أن تودع أعز ما تملك مرغما ومن غير ذنب، هل تصدقني إن قلت لك إن أخوي اللذين تفننت الكويت بتعذيبهما يرفعان أعلامها على سيارتيهما في العيد الوطني في الخارج·· هل تصدق أننا إذا سألونا عن جنسيتنا نقول: كويتيون وبكل فخر·· هل تعرف ما هو السبب إن الوطنية والولاء للوطن لا يولد مع ولادة الإنسان بل يكتسبه في حياته ورغم أن حياتنا كلها مرارة فقد اكتسبنا هذا الولاء·

وفي النهاية سأبقى أتنفس حب الكويت الى آخر يوم في حياتي أختك "ل" ماجستير في الغدد الصماء·

�����
   

"عروس المطر" وكيمياء التواصل!:
سليمان صالح الفهد
الإدارة الأمريكية في أضعف حالاتها:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الدم اللبناني الشهيد:
سعاد المعجل
متى سيحدث التعديل؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
أثر الحوار الطيب وثقافة الاندماج والتسامح :
محمد بو شهري
الفراعنة:
على محمود خاجه
"الباب اللي يجيك منه ريح سده واستريح":
المهندس محمد فهد الظفيري
المحافظة على حلم جميل !!!:
د. محمد عبدالله المطوع
يمكن يكون حسد:
المحامي نايف بدر العتيبي
بين العلاج العام والعلاج الخاص:
د. محمد حسين اليوسفي
إسقاط القروض والمواطن غير الصالح..:
محمد جوهر حيات
غباء جيش النخبة:
عبدالله عيسى الموسوي
قلب المفاهيم وتحريف المصطلحات:
د· منى البحر
شيفرة دافنتشي للتدريب المهني :
ياسر سعيد حارب
ثوابت ومتغيّرات:
د. لطيفة النجار
قلة حياء:
يوسف الكندري
حتى المعارضة ورقة بيد الحكومة!:
عبدالخالق ملا جمعة