ينشغل الشارع الكويتي في هذه الأيام بقضية "إسقاط القروض" وينقسم المجتمع ما بين مؤيد ومعارض لهذه القضية فئة تؤيد إسقاط القروض الاستهلاكية وفئة أخرى تعارض إسقاط القروض والحمد لله نحن ممن يعارض إسقاطها لسببين رئيسيين، الأول إننا ضد هدر المال العام والسبب الثاني أنه عند إسقاط القروض نقوم بالتعدي على أهم قيمة نادى بها دستور دولة الكويت وهي "العدالة والمساواة" ما بين المواطنين·
نستغرب استغراباً شديداً مما يطرحه النواب الأفاضل المؤيدون لإسقاط القروض بقولهم بأن من يقترض القروض الاستهلاكية هو مواطن "محتاج" أما المواطن الذي لم يقترض هو مواطن "غير محتاج"·
السادة النواب ربما يكون هذا الطرح صحيحاً ولكنه غير دقيق، فهناك العديد من المواطنين يقترضون بهدف الرفاهية العالية مثل شراء سيارات فاخرة وأجهزة الكترونية حديثة الصنع من الطراز المميز ذات الأسعار الخيالية ومن المواطنين من يقترض مبالغ خيالية من البنوك من أجل السفر من دولة الى دولة أخرى بقصد التمتع والاسترخاء و"الونس"، وهناك مواطن غير مقترض يستخدم سيارة متواضعة ويستخدم الأجهزة الالكترونية البسيطة ويسافر كل ثلاث أو أربع سنوات·
فكيف نسقط القروض عن هذا المواطن الذي يقترض من أجل عيش حياة لا تليق بمقوماته وبوضعه الاقتصادي، اعتاد على حياة الاقتراض من أجل العيشة الخيالية التي هو يعيشها ضارباً الحيط بالمثل الشعبي الذي يقول "مد إرجولك على قد الحافك" وإذا أسقطنا القروض عن هذا المواطن، فما ذنب المواطن الذي عاش على معاشه بالحسرة ولم يقترض حتى يدخل عالم الرفاهية المجنون؟ نحن نقول لكم يا نواب ما ذنب المواطن؟ ذنبه إنه عاقل ومتزن يؤمن بمبدأ العيش وفق المقدرة والمدخول والمعطيات الاقتصادية المعيشية الشهرية له أي باختصار ذنبه هو مواطن ولم يقترض، إذاً يا نواب الأمة أين المساواة والعدالة بين المواطنين؟
للأسف أصبح المواطن الكويتي لا يهتم إلا بمصلحته الخاصة فهناك العديد من المواطنين المقترضين يقولون أن إسقاط القروض لا يوجد بها عدالة وهي سوف تؤثر على ميزانيات الدولة في المستقبل القريب ولكن ليسقطوا القروض حتى نستفيد الآن ودع الأيام تفعل ما تشاء في الأجيال القادمة·· كلام غريب وعديم مسؤولية كأنه يقول "ريحونا الآن ودعوا الأجيال القادمة تبحر في بحرها دون ربان أو أمان"·
للأسف تاريخ حكومات دولة الكويت الأسود المكتظ بالسواد والسرقات هو الذي شجع المواطن أن يطالب بإسقاط القروض بدلاً من إنشاء الثلاث شركات الضخمة التي تذهب أرباحها الى المواطنين بالكامل وبديل عن إسقاط القروض عن المواطنين·· والمواطن "محبط" بشكل يلفت النظر ودائما يردد "بدل ما الحكومة تفيد تجارها ومعارفها بالمناقصات وتوزع الأراضي هبة للتجار بالباطن وتقسم البلاد الى "كعكة" جميلة ليعطوا لنا جزءاً من أطراف هذه الكعكة ويسقطوا القروض، متى نستفيد حالنا حال سراق المال العام"·
هذا تفكير خاطئ ولكن البيئة التي تديرها حكومات ضعيفة تهب البلاد هبة "لعوير وزوير" بالتجاوزات تساعد على إنشاء هذا التفكير الضيق عند المواطنين بل يساعد على مواطن غير صالح يفكر بنفسه قبل وطنه·· ولا حول ولا قوة الا بالله·
لسنا ضد مساعدة العديد من الدول من قبل الصندوق الكويتي لتنمية الدول العربية لإننا نؤيد دبلوماسية الدينار التي ساهمت في تحرير بلدنا الكويت وذلك رداً لجميل هذا الصندوق الذي ساعد جميع أو أغلب دول العالم وكان له الفضل بوقوف كافة الدول معنا من أجل تحرير بلدنا إلا أن هناك دولاً وقفت ضدنا هي قلة قليلة جداً ولكن حان الوقت بتقنين هذه المساعدات وتقديمها في الوقت المناسب ويجب التفرغ في لإعمار الجوانب الصحية والتعليمية للبلاد في الوقت الحالي وتطوير الجهاز الصحي والتعليمي بدلاً من إعطاء اليمن مساعدات بقيمة 200 مليون دينار كويتي في وقت نحتاج فيه الى تطوير أجهزتنا الصحية والتعليمية·
البلد يمر بمشكلة إسقاط القروض الاستهلاكية ما بين مؤيد أو معارض، وتذهب الحكومة لمساعدة اليمن بـ 200 مليون دينار كويتي كأنها تعطي حجة لمن يطالبون بإسقاط القروض ألم نقل لكم بأن الحكومة ضعيفة وتساعد على خلق مواطن غير صالح يفكر بنفسه وينسى مصلحة بلده وتجعله يقول نحن أولى من اليمن؟! |