عندما يتعلق الأمر بالصراع في الشرق الأوسط، فإن وجهتي نظر الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية تتفق بنسبة %100·
ولعل المراقب للأحداث داخل أروقة مجلسي الشيوخ والكونغرس الأمريكيين خلال الأسبوع الماضي يتأكد له أن الخلافات - مهما اشتدت - بين الحزبين بسبب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، فإنها تتحطم عندما تلتطم بصخرة مصالح دولة إسرائيل·
ففي 25/6/2004 صادق مجلس الشيوخ الأمريكي على ميزانية قدرها 87 مليون دولار لإنتاج صواريخ لمصلحة الكيان الصهيوني في مصانع شركة "بوينج" الأمريكية، واعتمد في الوقت نفسه مبلغ 39 مليون دولار لتطوير مدافع خاصة بالكيان الصهيوني، وخصص مبلغ 56 مليون دولار لمكافحة الإرهاب الفلسطيني، حسب ما جاء في تقرير المجلس·
وفي الوقت نفسه، صادق مجلس الشيوخ على نص رسالة الضمانات التي وجهها الرئيس جورج بوش لرئيس وزراء الكيان الصهيوني أرييل شارون والتي تمثل تجاوزا خطيرا على القانون الدولي، حيث تمت المصادقة بعد تصويت 95 عضوا بالموافقة بينما عارض ثلاثة أعضاء فقط·
أما في الكونغرس، فقد تم التصويت بالموافقة على رسالة الضمانات بغالبية 407 أعضاء ومعارضة تسعة نواب فقط·
وبالطبع، فقد رحبت الأوساط الإسرائيلية بهذه الخطوات التي تؤكد أن الإدارة الأمريكية لم ولن تتخلى عن حليفها الاستراتيجي مهما كلفها الأمر من تضحيات·
إزاء هذا الوضع، نجد أن الحكومات العربية وقد سقطت عنها ورقة التوت الأخيرة قد باتت مطالبة باتخاذ موقف حازم وصريح أمام الدعم اللامحدود للأحادية القطبية للإرهاب الصهيوني وممارساته الإجرامية، وأن تعلن بصراحة أن الإدارة الأمريكية لن تعد حكما نزيها عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، وهذا أضعف الإيمان·
"شر البلية ما يضحك"
أعلن الرئيس المحاصر ياسر عرفات في أثناء إضاءته للشعلة الأولمبية أنه ملتزم بهدنة من طرف واحد في أثناء دورة الألعاب الأولمبية القادمة وأنه قد وقع على هذه الهدنة بالفعل وأضاف قائلا: "آمل أن يساعد إحياء التقليد اليوناني العريق في خلق عالم ينعم بالسلام والعدل والأمان"، كما أعلن بكل مذلة وخنوع مد يد السلام للجيران في "دولة إسرائيل"
abdullah.m@taleea.com |