الصور التي ظهر بها الطاغية صدام حسين والسلاسل والقيود في يديه ورجليه هي عبرة لكل حاكم مستبد يحاول أن يضطهد شعبه، ويحرمه من حقوقه الأساسية، ويحكمه بالحديد والنار كما فعل صدام مع الشعب العراقي خلال فترة حكمه·
محاكمة صدام عبرة للحكام الطغاة الذين يرون أن قوتهم تعتمد على بطشهم وسجونهم ومراكز الاعتقال والاغتيالات المتواصلة والتعذيب والتهجير لأحرار البلد·
أين صور صدام حسين السابقة التي ملأت العراق كله، وصوره اليوم وهو يحاكم ويُساءل عن جرائمه التي ارتكبها في حق الأبرياء؟
هل كان صدام يتخيل وهو في جبروته أن الدنيا ستدور به دورتها لتنزله من كرسيه الهش وتضعه في المكان نفسه الذي سجن فيه الآلاف من الناس؟
صورة صدام والأغلال في يديه لا بد أن تبقى أمام كل الحكام كي تكون لهم عبرة، وخصوصاً لمن تسول له نفسه أنه يستطيع من خلال سلطته وجبروته أن يسير الناس كما يشاء، وأنهم سيخشونه أكثر كلما كان قاسيا أكثر، وأنه سيحكمهم بالرعب كي يبقى هو ومن معه منعمين في قصورهم·
لقد جاء عصر الشعوب التي تقرر بنفسها أسلوب حكمها، وطريقة نظامها، ولم يعد الحاكم "الطاغوت" له مكان في عالم اليوم، لذلك فإن الرسالة الأبلغ استفادة من صور صدام هي أن الشعوب لن تخشى طغيان الحكام لأنها ستعيش اليوم الذي تراهم فيه مكبلين بالسلاسل إن هم لم يستفيدوا من دروس التاريخ، وإن الشعوب وإن طال الزمن فإنها في النهاية ستكون هي الحاكمة على حكامها، وما صدام إلا واحد من الطغاة حانت ساعة محاكمته وسيأتي زمن الآخرين، وحقا حين يسطر في الدساتير بأن "الأمة هي مصدر السلطات جميعا" فإنها عبارة بدأت تطبق هذه الأيام· |