الرئيس القذافي أو الأخ القائد كما يحلو له أن نسميه، لديه الكثير من الغرائب والطرائف، ولولا طرحه وإثارته لها، لما استطعنا أن نقيم ثمة معلومات لم نكن نعلم بها أصلا، القائد يقول: إن أمريكا لم يكتشفها كريستوفر كولومبس أو أمريغو فزبوجي، وما هو مدون في كتب الجغرافيا والتاريخ يعتبر تزييفا للحقائق وافتراء من قبل الغرب، لأن الذي اكتشف أمريكا، هو أحد أمراء العرب، وكان يطلق عليه "أمير- كا"!!
ثمة "حقيقة" أخرى أثارها، ولم نكن نعلم بها جيدا، حينما قال: إن شكسبير الشاعر والأديب الإنجليزي، من أصول عربية، ولذلك كان يطلق عليه شيخ زبير· مما لا شك فيه، ما سردته لا يمكن أن يتفق مع مركز ومنزلة مسؤول يحكم بلدا، يزخر بأجود أنواع النفط، وبلدا ذا سيادة ومساحة كبيرة وموقع جغرافي متميز، لا يفصله عن أوروبا العلوم والحداثة والتطور المطرد، إلا البحر الأبيض المتوسط·
ما سطرته "غيض من فيض"، وإليكم المزيد من غرائب وطرائف الأخ القائد، قبل سنوات أجرى الإعلامي ذائع الصيت عماد أديب، حوارا مع القائد حول كتابه الأخضر، مقدم البرنامج استفسر عن ماهية الكتاب والغاية من وراء تأليفه، أجاب القائد: أن هذا الكتاب ذو شأن وأهمية، لاحتوائه على حلول لقضايانا المحورية والعالقة، سواء ما يتعلق في حاضرنا أو في المستقبل، مقدم البرنامج يتساءل: وماذا عن القرآن الكريم؟ هَمْهَمَ القائد ثم أجاب: إن القرآن الكريم يرتبط بأهل زمانه؟!!
في الحلقة نفسها، تناول مقدم البرنامج أزمة اللاجئين الفلسطينيين، الذين وجدوا ضالتهم في ليبيا، ولكن للأسف، فيما بعد أقصوا الى سرادق بين الحدود الليبية المصرية، مقدم البرنامج ناشد وألح على القائد بالعدول عن هذا القرار المجحف، وكذلك طالبه بإيجاد حل حثيث لتلك المعضلة الإنسانية، لا سيما أن هؤلاء اللاجئين بينهم الأطفال الرضع والشيوخ، المؤلم أننا لم نحصل من القائد على جواب مقنع، يشفي غليل ومحنة أشقائنا الفلسطينيين·
من المضحكات المبكيات، أن الأخ القائد منذ فترة وجدناه يروج لكتابه "إسراطين" والذي يجد فيه الحل الأمثل للمشكلة الفلسطينية المستعصية، وفي مؤتمر القمة الأخير بتونس، شاهدناه بطيلسانه المعهود، ممسكا بكتابه ويلوح به للقادة والزعماء في قاعة المؤتمر، بيد أننا بعد ذلك تفاجأنا، بتأففه وتذمره، حتى أدرك بأنه بحاجة الى سيجارة، بشرط أن تكون أمريكية الصنع، القائد أشعل سيجارته بكل زهو، وبدأ ينفث بدخانها، تارة كي يبرهن عن مدى نهمه وإعجابه الشديد بأعداء الأمس، وتارة أخرى كان ينفث بدخان سيجارته، على كل شيء عربي فلسطيني، ولاسيما شهداء رفح الأبرار·
***
جميل الشكر والثناء، لأولئك الذين تفاعلوا وتجاوبوا مع مقال (نعمة العقل) بتاريخ 19/5/2004·
freedom@taleea.com |