كتب محرر الشؤون البرلمانية:
ليسمح لنا السادة أعضاء مجلس الأمة الذين أثاروا قضية مناقشة سياسة الكويت الخارجية في ضوء ردود الفعل لبعض الدول العربية رسمية كانت أو شعبية، والمطالبة بموقف حازم تجاه هذه الدول، بأن نقول لهم إن ذلك إمعان في العبث وتخبط في التفكير، وشاهد ذلك هو ما دار في الجلسة التي أضاعت واحدة من 32 جلسة هي مجموع اجتماعات المجلس·
فردود الفعل السلبية تجاه إعدام صدام كانت عديدة وجاءت من أطراف عربية بينها مصر والممكلة السعودية الى جانب ليبيا واليمن والأردن وفلسطين وإن كانت متفاوتة، وأجنبية من حليفتنا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة·
فماذا يريد السادة النواب من الكويت أن تفعل تجاه هذه الدول وأي موقف يجب أن تتخذه·
وبالنسبة للكويت فإن الانتقام من صدام قد تم بإسقاط نظامه والقبض عليه بشكل مهين وسحبه من جحره كالجرذان وبذلك تنفست الكويت الصعداء وارتاح أهلها بزوال تهديد صدام المرعب لها، هذه كانت قضية كويتية بقدر ما هي عراقية·
أما جثة صدام وكيفية التصرف فيها والتعامل معها فهي ليست قضية كويتية بل هي قضية عراقية وإن كانت تراودنا نزعة الانتقام والقصاص لشهدائنا وأسرانا·
ونسأل السادة النواب ماذا كان سيكون موقفهم لو أن الحكم في قضية صدام سواء من محكمة عراقية أو دولية قد جاء بغير الإعدام، حكم سجن مدى الحياة كما حدث لبعض الزعماء النازيين الألمان؟! ألم تكن محاكمة فيها لائحة اتهام وتحقيق وأقوال شهود؟ فما الموقف الذي يريد السادة الأعضاء من الكويت أن تتخذه؟ هل تدين العراق والولايات المتحدة والمجتمع الدولي إذا لم يكن الحكم بالإعدام؟
ماذا كان يمكن أن يفعل بجثة صدام أو جسده بعد سقوط نظامه قضية عراقية وإن كانت الكويت أحد أطراف إقامة الدعوى لكنها ليست الطرف الأساس·
والموقف تجاه طريقة إعدام صدام أو توقيفه قد يكون لنا رأي فيها وللآخرين آراء نستسيغ بعضها ونستهجن البعض الآخر سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي·
لكن لا يوجد ما يجيز تحويلها الى قضية علاقات الدولة بالدول الأخرى، فذلك قد يسيء للكويت وسمعتها الدولية ويدخلها في تعقيدات لا لزوم لها·
فرجاء لا يحول السادة الأعضاء السياسة الخارجية الى عبث سياسي·
