كتب محرر الشؤون العربية:
الحكم بالإعدام على صدام حسين كان متوقعا، فالقطاعات العريضة من الشعب العراقي، والشعبين الإيراني والكويتي اللذين تعرضا لعدوانيته أكثر من غيرهما، لم يتوقفا يوما عن المطالبة بإزالة حكمه، وأخيرا بإيقاع القصاص العادل به وببقية معاونيه الذين شاركوه في جرائمه وفظائعه· ومع ذلك، ونظرا لظروف إزالة نظام صدام حسين ومحاكمته على يد الأمريكيين، وسوابق الإدارة الأمريكية في دعم هذا الدكتاتور خلال ارتكابه لجرائمه، ظل الشك يتردد في أن تكون الحكومة الأمريكية جادة في معاقبته· بعض المعلقين الغربيين لم يخف شكه في دوافع الإعلان عن حكم الإعدام قبل استكمال قضايا أكبر من قضية "الدجيل" مثل قضية الأنفال التي أبيد فيها آلاف الأكراد بشكل منظم ومدبر·
فأرجع السبب الى أن حكومة بوش أرادت من هذا الاستعجال الإمساك بورقة "انتصار" ولو ضئيل قبل يومين من الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي، وهي انتخابات من الواضح أن حكومة بوش تخوضها في وضع انكشف فيه الجمهوريون عن أدوات خطرة ليس على السلم العالمي فقط، بل على الولايات المتحدة ذاتها·
ومع ذلك، يقول هؤلاء المراقبون، لا يبدو أن هذه الورقة ستكون ذات فائدة في ظل استطلاعات الرأي التي تشير الى تقدم الديمقراطيين في الانتخابات النصفية·
من جانب آخر، وفي وسط ترحيب كويتي محلي بخبر الحكم بإعدام صدام حسين له ما يبرره تماما، من الواجب التساؤل عن الحكمة في زج الكويت في معمعة هذه المحاكمة الطويلة الأمد كما يبدو، والتي سيجري التمديد لها بين فترة وأخرى، ما بين استئناف، وانتظار صدور حكم ثان وثالث في قضية الأنفال وغيرها، الحكمة تقتضي ألا يعطى هذا الدكتاتور فرصة لاستعراض أفكاره المخبولة عن الكويت وشتمها كلما واتته الفرصة، أو كلما أرادت الولايات المتحدة تأجيج العداء الشعبي العراقي ضد الكويت ولو باستخدام هذا الدكتاتور الذي انتهت صلاحيته·
