كتب سالم العبيدان:
يشتكي عدد من المراقبين الجويين في مطار الكويت قلة عددهم وتدريبهم وصعوبات العمل الناتجة عن التعامل مع طياري بعض الدول من غير المتحدثين باللغة الإنجليزية بشكل مفهوم، بل ربما لضعف اللغة الإنجليزية لدى بعض هؤلاء المراقبين أنفسهم·
وتقول مصادر مطلعة على أوضاع المراقبين الجويين في مطار الكويت أن الوضع ينذر بكارثة، لا سمح الله، مع ازدياد أعداد الطائرات المتعاملة مع المطار بعد اتباع سياسية السماء المفتوحة وازدياد عدد الطائرات القادمة والمغادرة من المطار والقواعد الجوية وكذلك تلك التي تعبر الأجواء الكويتية، مبينة أن أعداد المراقبين ومساعديهم قليلة جداً وأن لغة بعضهم لا تتناسب مع العمل المطلوب منهم بسبب قلة الدورات والمتابعة، لدرجة، تقول المصادر إن أحدهم تلقى بلاغاً عن اشتباه بوجود قنبلة بالقرب من المبنى ولم يحرك ساكناً لأنه لم يفهم التحذير· وتشير المعلومات الى أن أغلب هذه المشاكل عبر عنها المراقبون في دفتر الأحوال اليومية التي من المفترض أن يلقى اهتمام المسؤولين لأن المهمة التي يقوم بها هؤلاء المراقبون خطيرة جداً ويفترض أن ينظر الى كل شكوى أو كلمة تكتب في دفتر الأحوال الذي يسجل فيه المراقبون كل صغيرة وكبيرة مرت خلال النوبة التي عملوا بها، وتقول المصادر إن هذه الشكاوى لن تنفع إن وقع الفأس بالرأس·
وتذكر المصادر بحادثة اصطدام طائرة البوينغ السعوديةB747 بطائرة إليوشن IL76 الكازاخستانية التي راح ضحيتها 365 شخصاً في 12 ديسمبر 1996 في دلهي، حيث وجدت سلطات الطيران المدني الهندية أن جذور المشكلة تعود الى ما كتبه المراقبون الجويون في دفتر الأحوال حيث كتب أحد المراقبين المحبطين جداً من الوضع ما نصه: "نحن بانتظار كارثة جوية"·
كما نشرت محطة سي إن إن بعد حادثة كوم آير في ولاية كنتاكي في شهر سبتمبر الماضي الذي راح ضحيته 49 راكباً، أن المراقبين الجويين كانوا قد كتبوا وحذروا من وقوع كارثة قبل أشهر من حدوثها، وقالت المحطة إن على المسؤولين الإنصات الى أوضاع وشكاوى المراقبين الجويين وتحسين ظروف عملهم من ناحية توفير الأجهزة الدقيقة والتدريب الجيد وكذلك من الناحية النفسية فلا يعقل أن يترك مصير ركاب الطائرات بأيدي أناس بحاجة الى تأهيل أكثر ووضع أفضل من حيث ساعات العمل وعدد العاملين في النوبة نفسها إضافة الى موظفي الاحتياط في حال تعرض أي من العاملين في أثناء زحمة العمل لوضع يضطره للتوقف عنه·
وطالبت المصادر المسوؤلين في الطيران المدني ووزارة المواصلات وكذلك نواب المجلس بالالتفات الى التقارير المتوافرة لدى الجهات المعنية بدلاً من انتظار حدوث المكروه لا سمح الله·
