غزة - خاص بـ "الطليعة":
في الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات الصهيونية الضارية على قطاع غزة، بمختلف صنوف أسلحة الدمار، وتجتاح عشرات الدبابات قرية بيت حانون الصغيرة، يتساقط الفلسطينيون بالعشرات، وتهدم البيوت بقصف الطائرات، تختبىء الحكومات العربية وراء متاريس صمتها، ويصاب ما يسمى "المجتمع الدولي" الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بسبب اعتقال جندي إسرائيلي وسحبه من وراء مدفعه، بالخرس تماما، ولا تجد الجامعة العربية في يدها سوى عقد اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، وللنظر، كما قال الأمين العام المساعد للجامعة أحمد بن حلي، "في هذا الاجتياح والعدوان الذي تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وبالذات على بيت حانون"·
ويبدو أن الجميع، مجتمعا دوليا وعربا، قد تركوا الأمر للاحتلال مواربة وعلنا، مع استعدادهم للخروج على حالة الصمت إذا رد الفلسطينيون على المحتلين كما يهددون بأعمال مزلزلة من نوع العمليات الاستشهادية· من جانب آخر حملت أخبار قرب الوصول الى إعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية، تعزية ربما أو أملا على الأقل في إفشال ما يسعى اليه الاحتلال من زرع الفوضى والاقتتال الداخلي في الشارع الفلسطيني، وقد جاءت أخبار الاتفاق على الإعلان الوشيك على لسان د· مصطفى البرغوثي عضو المجلس التشريعي حين أكد في حديث للبي· بي· سي (11/13) على "أن الأطراف الفلسطينية تشهد الدقائق الأخيرة لإنجاز مهمة إعلان حكومة وحدة وطنية" وقال البرغوثي الذي شارك في جلسات المفاوضات بين "فتح" و"حماس" "إننا قطعنا الشوط الأكبر وتتوافر الآن الأسس المناسبة لتشكيل حكومة قادرة على رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني"·