| كدت أفقد حياتي وأنا أقوم بإنجاز متطلبات بحث علمي أقوم به في البحر المجاور لمستشفى الولادة بمنطقة الشويخ، حيث كنت وفريق العمل نقوم بتصوير الكائنات الحية التي تعيش على الشاطىء، ولما كان البحر في حالة جزر، فقد تقدمت بالسير على الرمال لتصوير كائنات أخرى، وفجأة وجدت قدمي، ثم ساقي تدخلان في "الصيانة" وهي كلمة كويتية تعنى الرمال الناعمة المخلوطة بالمخلفات البشرية السوداء، ولولا فضل الله ومساعدة أعضاء فريق العمل لي، لكانت "الصيانة" ابتلعتني وودعت الدنيا الفانية! وأتساءل والمرارة في فمي والنار في جوفي عن هذا التلوث الكبير في هذا الشاطىء؟
إن مخلفات مستشفى الولادة كالقطن والشاش ومياه الصرف الصحي ترمى دون رادع في مياه البحر المجاور لها، مما كان له الأثر السلبي والتأثير القاتل على الأحياء في هذا الشاطىء، حيث وجدت أسماك ميتة واختفت أنواع عديدة من القواقع، وانتشرت الطحالب بكميات ضخمة خاصة الطحالب الخضراء المزرقة والتي هي مؤشر حيوي على الخلل البيئي في البحر!! وكذلك الأمر في شاطىء السلام المجاور لمؤسسة البترول الوطنية· إن هذه الملوثات تؤدي حتما إلى الإخلال بالتوازن البيئي في البيئة البحرية، والأمر الأدهى هو تأثير هذه الملوثات على الأحياء البحرية التي تعتبر مصدرا غذائيا للإنسان مثل الأسماك والروبيان والسرطانات (القبقب)·
إن الأبحاث العلمية التي تعد من الاختصاصات الأساسية لمعهد الكويت للأبحاث العلمية تعتبر حتى الآن مجرد حبر على ورق رغم أن الدولة توفر ميزانية ضخمة للمعهد لإجراء الدراسات والبحوث العلمية على القضايا والمشكلات البيئية وإيجاد الحلول المناسبة لها حرصا على الصحة والعامة وللحد من الإصابة بالأمراض، فيا ترى··· ما الأبحاث العلمية التي أنجزها معهد الكويت للأبحاث العلمية وتم تنفيذها في الحد من الروائح الكريهة بمنطقة شرق؟ وما دوره في معالجة المد الأحمر ونفوق الأسماك؟ وما إنجازاته في مجال تنمية الثروة الحيوانية والنباتية لتوفير الأمن الغذائي بالكويت؟! وما المردود الإيجابي لمحمية "كبد" والتي تبلغ مساحتها مئات الكيلومترات وبها فقط مجموعة من الحيوانات المستوردة والتي لم تتكاثر ولم يزد عددها؟!
والأهم ما الأبحاث العلمية التي أنجزها المعهد للحفاظ على جون الكويت في الحد من التلوث؟ ولماذا تمت الاستعانة بفريق عمل من العلماء اليابانيين لمعالجة تلوث جون الكويت؟
إن الأبحاث العلمية في مجال معالجة المشكلات البيئية ابتعلتها "الصيانة" وقضت عليها "الملوثات البيئية" فمازالت الكويت تستورد الغذاء "المصادر الحيوانية والنباتية للغذاء" ومازالت الكويت تستعين بالخبراء الأجانب في مجال البيئة عند حدوث أزمات بيئية! وما زالت "الصيانة" تبتلع المال العام دون وازع من ضمير أو رادع أخلاقي!
ندعو الله أن يحفظ الكويت واهلها من كل سوء··· آمين رب العالمين!
bshm7000@yahoo.com |
