رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 4 ذي الحجة 1426 هـ . 4 يناير 2006
العدد 1710

شعر تيك أواي
محمد موسى الحريص

يبدو أن مقولتنا الشهيرة "أننا أهل البلاغة وفصاحة اللسان" انقرضت ودفنت في مقبرة جماعية احتوت حروفنا الهجائية فماتت لغة الضاد وحملت نعشها علامات الرفع وأقيم سرادق العزاء في دار الشاعر المتنبي ولعل السؤال الآن هو: لماذا المتنبي دون غيره من الشعراء؟ والسبب هنا حكاية طويلة ملخصها أننا الآن نعيش أتعس وأحط عصور الشعر العربي، هذا إن استحق أن نطلق عليه شعرا بل الأحرى أن يسمى خرابيط و"ترهات" فالمتنبي مات شهيدا لبيت شعر آمن به واعتبره نبراسا وصرحا مستقيما له عندما انتقل من بغداد الى مصر ومدح حاكمها آنذاك كافور الإخشيدي الذي لم يكن سخيا معه فاضطره للعودة الى بغداد مرة أخرى، ولكن وهو في طريقه اعترضه مجموعة من أبناء قبيلة كان قد هجاهم بقصيدة حارة وكانوا كثرة ففر منهم وهرب، ولكن خادمه قال له أتهرب يا سيدي وأنت القائل في شعرك:

      أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي

            وأسمعت كلماتي من به صمم

      الخيل والليل والبيداء تعرفني

            والسيف والرمح والقرطاس والقلم

وعندما كر إليهم مرة أخرى قتلوه فمات شهيدا لشعره، وهو كله فخر بأنه شاعر وفارس شجاع· فتعال الى شعراء يومنا فلا تجد فيه إلا كلاما تقشعر له الأبدان وتنفر منه الآذان ويشيب له الولدان ما بين صلبوخ وحصى وغيرها من مواد الخرسانة تتحول معها القصيدة الى خلاطة إسمنت تصيب الذوق بالعمى والصمم الذي كانت كلمات المتنبي تخترقه لتسمع صاحبه· فتجد من يطلق ألفاظا نابية في شعره لتجد مطلع قصيدة "نفسي أعمل واحد شاي" لمؤلف الجيل علي كاوتشة، فهل يسمى شعرا أم هو برنامج طبق اليوم؟! وعلى شاكلة الشاعر نفسه كاوتشة يسير باقي ربعه لدرجة أن الذوق العام نفسه أصابته بلاهة مغولية ولم يعد أحد يفرق بين الكلمات الأصلية من "خرابيط" المطبخ·

والشيء الذي لا يحتاج الى برهان أن هذه الأشعار كلها تغنى بأصوات أناس لا تمت للطرب بأي صلة من قريب أو بعيد وحدّث ولا حرج·

فالشاعر الآن لا يتفوه إلا باسم الأمير فلان والشيخ علان طمعا في نيل واسطة أو في نقال هدية، وبعد أن كنا في يوم من الأيام أمة تتباهى بلغتها باتت الأمم الأخرى تسخر منا من جراء شعرائنا وشعرهم الأجرب الهزيل والحمد لله أن الفضائيات الغنائية لم تترك أغنية من أغاني الشعر الهزيل، أي شعر هذه الأيام إلا بثته على مدار اليوم بأكمله لتكون فضيحتنا عالمية، أي فضيحة ديجيتال على الأقمار الصناعية، والآن يصح لنا أن نذكر قصيدة البجعة التي كانت من وحي أديب فرنسي والى الآن يفتخر بها الأوروبيون رغم فقر تراثهم وإفلاسهم اللغوي إلا أن شعرهم حتى الآن شعر يمس الإحساس والذوق ولا يتعلق بمصانع الخرسانة الجاهزة أو في الطبخ·

إن ما نريده من شعرائنا هو احترام الذوق ومراعاة القافية المنتظمة واختيار الألفاظ التي تشعر القارئ بأنه يقرأ شعرا لا رعبا فليحاول كل شاعر نسيان كلام الباعة المتجولين ليقدم فنا يتغنى به مطرب له صوت دافئ وليس منفرا، كي يشعرنا أننا ما زلنا أهل الفصاحة اللغوية وإلا فليعتزلوا·

�����
   

المملكة المحافظة!!:
سعاد المعجل
وزارة (سَمَّاري):
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
"الإدراك والتأهيل"!:
مسعود راشد العميري
أسطورة بابا نويل:
فهد راشد المطيري
في الكويت فقط:
يوسف الكندري
"إذا ما فتحتوا الباب··أرمي روحي من الشباك":
د.ابتهال عبدالعزيز أحمد
شعر تيك أواي:
محمد موسى الحريص
بنات الرياض··· وهتك المستور:
د· منى البحر
بلايا إفريقيا:
د. محمد حسين اليوسفي
دبي دار الحي:
خالد عبدالمحسن الحجي
"كاديما"··· امتداد لنهج وفكر واحد:
عبدالله عيسى الموسوي
"كاديما"··· امتداد لنهج وفكر واحد:
عبدالله عيسى الموسوي
الغزو الثقافي:
سالم فهد الرسام
ملاحظات من واقع الحال···:
كامل عبدالحميد الفرس
باقر "علامك مستعيل":
على محمود خاجه