لم أكن أدري بأن "دبي" ستكون على أرض الواقع بهذه الصورة الخيالية من التقدم والتطور الذي قد يشكل معجزة اقتصادية عربية، إن هذه الزيارة الأولى التي أقوم بها إلى الشقيقة "دبي" للمشاركة في معرض جايتكس العالمي الذي يقام سنويا فيها·
دخلت "دبي" من مطارها الدولي الذي يضاهي مطارات العواصم العالمية من حيث الفخامة وروعة المعمار ونظام العبور بالإضافة إلى الأسواق الحرة والمقاصف ووسائل الراحة للمسافرين وعبارات الترحيب للزائرين·
فـ"دبي" تعد أسرع مدينة في نموها العام بفضل طبيعة القيادة ذات الرؤية الصائبة بالإضافة إلى طبيعة الشعب الودية وهذا يدعمه استقرار سياسي وأمن وسيادة القانون· لقد استطاعت "دبي" خلال السنوات القليلة الماضية إحداث نقلة نوعية في التقدم والإنجاز: مدينة الانترنت والمدينة الإعلامية ومدينة دبي المالية العالمية وقرية المعرفة بالإضافة إلى "جبل علي" الذي أصبح رمزا اقتصاديا، ويكمن فيه سر النهضة· إن "دبي" تصنع المعجزات والتطور السريع الذي يأخذ مكانه على البحر والرمال وهو في تصوري مزيج من الحلم والخيال والرؤية والإرادة التي يقف وراءها رجل غير عادي بل شخصية استثنائية هو سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ووزير الدفاع·
في تلك الأيام القليلة التي قضيتها في "دبي" تلقيت دورسا عديدة أهمها أننا في العالم العربي نملك الإرادة والذكاء والقدرة على الإنجاز عندما تتوافر البيئة، "دبي" تزدهر وفي كل يوم لها إنجاز· هناك مشاريع في مقدمتها مشروع نخلة الجميرا ومشروع نخلة الديرة ومشروع نخيلة جبل علي والجبهة المائية وجزر العالم وبرج دبي الذي سيكون أعلى برج في العالم ومعجزة معمارية· لقد كان وراء هذه المشاريع رؤية الشيخ محمد بن راشد، بإحساسه الشاعري الوطني، وما يستحق الوقوف عنده تلك اللمسات التراثية التي تلمسها وأنت تعبر الشارع وعلى الطرقات وبوابات الفنادق تلك التماثيل للخيول العربية الأصيلة التي تعبر عن جزء من التاريخ القريب لأمة تنهض وتنتصر·
* طالب بقسم العلوم السياسية
جامعة الكويت |