كيف ترتقي الشعوب؟ كيف تتحول أحلامها البراقة الى واقع ملموس؟ كيف تتم الاستفادة القصوى من المكاسب الشعبية؟ تلك أمور تحتاج من الجميع القليل من التفكير والتفكر حتى نستطيع الخروج من المأزق الذي نحن فيه، وهو نسيان جوهر الفكرة والارتماء في أحضان القشور التي لا تسمن ولا تغني من جوع·
نرى أن ذلك يتم من خلال الارتقاء بسقف الوعي الشعبي الذي يعتبر من المسؤوليات الجسام على عاتق السلطة التنفيذية والتيارات السياسية على حد سواء ما يعنينا بهذا الخصوص هو دور الحكومة تجاه توعية الشارع الكويتي، لأنها هي "أي الحكومة" أعلى سلطة في البلاد بعد سمو الأمير وتملك جميع الأدوات والإمكانات الكفيلة بإرساء هذا المبدأ الغائب عن واقع الحال·
و كون حكومة أي دولة هي المسؤولة الأولى عن هذا المنوال، فإننا نشير هنا أننا نتعاطى مع سلطة تنفيذية لا تتحلى بالنوايا الحسنة في التعامل مع قضايا الشارع الكويتي الملحة، فأي فكرة أو فكر جديد "إن وجد" مزمع التحرك في تطبيقه يتطلب توعية جادة وإبداعية حتى يتسنى للمواطن أن يمارس بالشكل الصحيح لا أن يعيش مرحلة من التخبط واللاوعي ففاقد الشيء لا يعطيه·
ولدينا من الأمثلة الكثير، فإعطاء المرأة حقوقها السياسية كاملة دون أن يصاحب هذه الرغبة إعداد برنامج متكامل لتنوير المجتمع بأسره، كون هذا الموضوع له إرهاصاته الاجتماعية المؤثرة، والتي إن لم تأخذ نصيبها من البيان والتبيان قد تؤدي الى الخوض في دهاليز مظلمة لا يعلم عواقبها إلا الله ناهيك عن الكثير من الموضوعات الشائكة التي هي بحاجة الى مثل هذا الفكر المتطور المفقود·
حاجتنا لحكومة استراتيجيات وخطط ودراسات علمية متخصصة أصبحت جذرية لا تقبل الانتظار أكثر من ذلك نريد عندما نخطوا أن نعرف أين نضع أقدامنا؟ وأين الطريق الى النور؟ فهل يعنينا الرقي بالشعب؟ وهل يعنينا بناء إنسان كويتي خلاق، أم أن السلطة التنفيذية هدفها الانتصار لنفسها في لعبة سياسية قاصرة لا تفي باحتياجات الوطن· |