رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 جمادى الأخرى 1425هـ - 11 أغسطس 2004
العدد 1640

���� �������
حتى فرعون الذي كان يقول ـ أنا ربكم الأعلى ـ استسلم للواقع، وندم على أفعاله، عندما رأى عذاب الله المنتقم الجبار، الذي يهلك ملوكا ويستخلف آخرين، بأم عينيه·
أما الطاغية الذليل ـ صدام حسين ـ فبالرغم من عظم العذاب الذي أنزله الله به، والمتمثل بهلاك ملكه، وإذلاله بعد عز السلطة، لم يخطر بباله أن يستغفر ربه، وينطق بكلمة ندم أو توبة، على ما اقترفه ضد الانسان الذي حرم خالقه دمه وماله وعرضه، طوال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ربما كان من أيسرها، المقابر الجماعية وحلبجة والانفال، فظل يكابر ويعاند، وفي ذهنه المريض، أنه لا زال رئيس العراق الشرعي، والقائد العام للقوات المسلحة، على حد قوله، وهو يجيب على أسئلة القاضي الذي مثل أمامه، ليسمع منه لائحة الاتهام الموجهة ضده·
إن من شأن قراءة متأنية وعميقة لظاهرة التطرف "الديني" التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي إيجاد الظروف الموضوعية والواقعية لوضعها في الإطار الذي تستحقه باعتبارها ظاهرة ذات طابع متناقض وربما تكون إفرازاً لواقع سياسي واقتصادي واجتماعي تمر به جميع الشعوب بين فترة وأخرى تبعا لما تواجهه من تحديات، فهي في بعض الأحيان تمثل إضفاء للشرعية على المجتمع القائم وهي في أحيان أخرى تمثل احتجاجا عليه،
محترم، ما في ذلك شك! تراه و تعجب من أمره، فلا هيأته و لا سلوكه يدلان على أنه رجل دين تقليدي؛ حليق الذقن، نحيف، قليل الشراهة عند الأكل، قنوع بما لديه من مال يسير و زوجة وفية·
محترم، ما في ذلك شك! يحاورك و لا يلقنك، يناقشك و لا يخاصمك، وإذا اختلف معك في رأي لا يشهر بك! لا تجد في حديثه تلك القائمة الطويلة من المسلمات، ولا تدلك كلماته و أفكاره إلا على حقيقة أنه رجل من ذوي العقول المتمرسة!
جرت العادة على أن أكون عبدا للعادة· فأحكم دون دراسة···وأدرس دون كتاب·· وأكتب دون أن أقرأ··وأقرأ دون أن أتعلم·· وأتعلم دون أن أطبق·· اعتدت واعتاد الكل على كل هذا··وعندما نرى نتاج ما اعتدناه وأعددنا له نقول "ما الذي أوصلنا إلى هذا؟"· كنت في حديث عبر "المسنجر" مع صديق لي من الجنسية الأمريكية، وانتهى المطاف بحوارنا في نقاش اتسم بالطابع السياسي·
تعلمنا وأحيانا قمنا بتعليم غيرنا أن الحكومات على مر الزمان خصوصا في العصر الحديث هي التي ترفض المنهج الديمقراطي كمبدأ من مبادئ المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية، وظل جميع المؤمنون بهذه الفكرة يناضلون من أجل إقناع الآخرين بها حتى تتحول الى حالة عامة ضاغطة على السلطة لإقناعها أن الاستقرار مرهون بزيادة مؤسسات المشاركة الشعبية والابتعاد عن التفرد في رسم لوحة الوطن ومستقبله،
ما الذي يجعل شابا صغيرا يفكر بعقلية انتحارية يقتل من خلالها العشرات من الأبرياء باسم الدين؟ شاب سهل الانسياق وراء الرومانسيات الجهادية يميل الى الخطاب الفنائي الذي يجعل العنف مبررا وسائغا بحجة دينية، شاب يؤمن بمقولة "أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله" لأنه يظن أنه جندي من جنود الله، يعمل على تحقيق كلمة الله على الأرض من خلال الأعمال الإجرامية، وذبح الأبرياء وممارسة التكفير والتمييز والحقد العنصري،
آفاق ورؤيـــة
* كلما عجزنا عن حل مشكلة شكلنا لها لجنة، فإن عجزت اللجنة شكلنا لجنة عليا فإن عجزت تلك اللجنة العليا شكلنا مجلسا أعلى وهكذا نصعد الى أعلى بالمسميات فقط·
* مم سيتشكل المجلس الأعلى للاستثمار إن هو تم كما نشرت الصحف المحلية، أكيد لن يكون من أهل الخبرة والدراية إنما سيكون من المقربين ومن أجل التنفيع، هكذا هي اللجان العليا، وإلا فإن قرار الاستثمار لا يحتاج الى مجالس بقدر ما يحتاج الى جدية·
قامت وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع سوق الكويت للأوراق المالية وجهات حكومية أخرى - للمرة الأولى - بتطبيق أحكام المادة 85 مكرر من قانون الشركات التجارية رقم 15/1960 تطبيقا قانونيا سليما، فتم منع الاكتتاب الصوري والاكتتاب بأسماء وهمية ومنع شراء حقوق اكتتاب الغير·
كيف ترتقي الشعوب؟ كيف تتحول أحلامها البراقة الى واقع ملموس؟ كيف تتم الاستفادة القصوى من المكاسب الشعبية؟ تلك أمور تحتاج من الجميع القليل من التفكير والتفكر حتى نستطيع الخروج من المأزق الذي نحن فيه، وهو نسيان جوهر الفكرة والارتماء في أحضان القشور التي لا تسمن ولا تغني من جوع·
* منظومة مجلس التعاون الخليجي أمام خيارين جمهورية إسلامية أو ممالك دستورية حقيقية
* حادثة "التحكيم" وعزل علي بن أبي طالب·· بداية إخضاع الدين للسياسة في الإسلام
* الإحتلال الأمريكي للعراق جاء محاولة للتنفيس عن حالة الاحتقان في المنطقة والحيلولة دون تحول حوض الخليج العربي إلى بحيرة للتطرف الإسلامي
* مشروع الشرق الأوسط الكبير هو البديل لمشروع الأخوين "دلاس" للإبقاء على الأوضاع القائمة وتحسين صورتها
قضيتنا المركــزية
منذ القدم وعندما كانت الشعوب تقع تحت نير الاحتلال فإن الثمن الذي يجب أن تقدمه للحصول على حريتها بكرامة وعزة يجب أن يكون باهظا·
واليوم، والانتفاضة الفلسطينية وهي تقاوم كل محاولات التطبيع والتنازل عن الأرض والمقدسات فإنها تقدم أثمانا باهظة في مواجهة الآلة الحربية الصهيونية وسط صمت عربي ودولي يندي له جبين الإنسانية·
وفي الأسطر التالية، نستعرض ما يمكن إيجازه بأنه "كشف حساب" للتضحيات الفلسطينية منذ بدء الانتفاضة وحتى 30/6/2004·
عندما نتحدث عن أهمية الإصلاح الاقتصادي والانفتاح على العالم لابد أن نطور بنية تحتية تكون أساسا صالحا لإنجاز المشاريع وتوسيع التجارة مع جميع دول العالم، وإذا تمكنت دول منطقة الخليج والدول المجاورة لها من تحقيق استقرار سياسي وأوضاع أمنية مقبولة عالميا فإن إمكانيات الإزدهار تبدو وردية···
لئن كان ثمة دلالات مهمة لخطبة الجمعة التي ألقاها إمام مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء قبل نحو أسبوعين، والتي فجرت عاصفة من الجدل لم تهدأ بعد، تراوحت بين الاحتجاجات الشديدة، والتحفظ والتأييد لدى مختلف الأوساط السياسية والثقافية والاجتماعية على صعيد المغرب بأكمله فإن المغزى الأبرز المستفاد من هذه الخطبة وما ورد فيها من أفكار تجنح للغلو الشديد والتزمت هو أنه يعكس بامتياز أزمة ازدواجية الشرعية لدى الدولة العربية شبه العلمانية - إن جاز القول - المتوزعة الولاء والمسايرة بين شرعيتين:
يقول الكردينال بنيس: "ما من مدرسة يمكن الاستفادة منها لمن يريد كتابة التاريخ مثل التمرس بالعمل الدبلوماسي فهي تعين على اكتشاف الحقائق السياسية من غضون الأوراق والتصريحات وتعلم كيفية تأويل الوثائق والوقوف على نواقصها وتقوية الشعور بنسبية الوقائع وهي أولى مبادئ التاريخ"·