المسؤول عن اغتيال الدكتور الرنتيسي ومن قبله الشيخ أحمد ياسين والعشرات من الفلسطينيين ليس الإرهابي "شارون"، بل إن السياسات الأمريكية التي بلغت ذروتها في إعلان الرئيس الأمريكي "جورج بوش" شطب فلسطين وإعطاء الصهاينة ما كانوا يحلمون به من دون وجه حق هي التي جعلت الحكومة تتمادى في غيها وترتكب مثل هذه المجازر·
فمثلما قامت "إسرائيل" ككيان عدواني في المنطقة العربية نتيجة وعد "بلفور" المشؤوم عام 1917 الذي كان من نتائجه تشريد مليون فلسطيني من أراضيهم، فإن وعد "بوش" بعد ثمانين عاما حمل المزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني نوجزها بالتالي:
- توصيف "إسرائيل" كدولة يهودية·
- إلغاء فكرة أو ذكر حدود 1967 التي جاءت في مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت، مما يعني عمليا إسقاط إدارة بوش تلك المبادرة·
- تبني حدود 1948 مع أنها لا ترتبط بأي صياغات قانونية دولية، على النقيض من حدود 1967 التي وردت في قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي·
- احتفاظ "إسرائيل" بالقدس المحتلة بدعوى التواصل الجغرافي مع المستعمرات اليهودية الكبرى في الضفة الغربية·
- إلغاء حق العودة الذي كفله القانون الدولي ممثلا بالقرار رقم 191·
وهذه النقاط، تعني عمليا إبقاء الفلسطينيين في حيز جغرافي ضيق لا يستند لأي شرعية دولية أو قانونية مع إبقاء الهيمنة الأمنية والاقتصادية بيد الكيان الصهيوني·
وعليه، فإننا نجد بأن "بوش" قد وضع نفسه في قارب "شارون" بإعلانه تبني كل مواقف هذا الإرهابي المتطرف، وكأن الدولة العظمى تحولت إلى مستوطنة صهيونية تحمل اسم "الولايات المتحدة"·
ولعل الفائدة التي جنيناها من هذا الموقف المتطرف ضد العرب هي وضع حد نهائي لأي آمال عربية بتبني الولايات المتحدة للحقوق العربية ومساندة الفلسطينيين لإستعادة حقوقهم المشروعة من الصهاينة الغاصبين·
فهل نعي حقيقة أن الإدارة الأمريكية حكم غير نزيه عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية أو الحقوق العربية الأخرى؟!
abdullah.m@taleea.com |