رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 5 رجب 1426هـ - 10 أغسطس 2005
العدد 1690

روسيا ودبلوماسية الطاقة
عبدالعظيم محمود حنفي*

ظلت استراتيجية الموارد الطبيعية جزءا هاما من الاستراتيجية الجيوسياسية العالمية، وبالتالي بات الأمن النفطي قضية من القضايا ذات الأسبقية التي توليها جميع دول العالم جل اهتماماتها عند دراستها للقضايا المتعلقة بأمنها الاقتصادي وأمنها القومي·

ويعتبر النفط بمثابة "أم الطاقات" و"الدم" الذي يسري في شرايين الصناعات الحديثة والعصب الرئيسي للاقتصاد الحديث، وفي الوقت الراهن فإن النفط ليس ثروة فقط بقدر ما هو مورد استراتيجي يتمتع بأبعاد سياسية لما له من تأثيرات سياسية على استقرار وأمن الدول·

طرحت الحكومة الروسية في أكتوبر 2000 "استراتيجية تطوير مصادر الطاقة في روسيا الاتحادية"، مؤكدة على دفع عجلة الإنعاش الاقتصادي الى الأمام والحفاظ على مصالحها الجيوغرافية من خلال ترسيخ دبلوماسية الطاقة، حيث إن طريق تفكيرها العام هو "الحفاظ على استقرار أوربا الغربية، وخوض غمار المنافسة في منطقة بحر قزوين، وفتح الأسواق الشرقية، واختراق أسواق أمريكا الشمالية تحديا لمنظمة الأوبك"، فراحت روسيا بعد "حادثة الحادي عشر من سبتمبر" تعمل بالكامل على فتح المجالات الدبلوماسية للطاقة على الجبهات التالية: أولها ترسيخ علاقات التعاون بينها وبين أوروبا في مجال الطاقة، وثانيها فرض تأثيرات أقوى على عمليات تطوير مصادر الطاقة في منطقة بحر قزوين وثالثها إنماء علاقات التعاون بينها وبين بلدان آسيا ومحيط البحر الهادىء، ورابعها تعزيز علاقات التعاون بينها وبين الولايات المتحدة فيما يتعلق باستراتيجية الطاقة·

وتأمل روسيا أن ينقل الاتحاد الأوروبي ثقل سياسته بشكل لافت الى روسيا بحكم استراتيجيتها الجيوغرافية، وحتى عام 2001، فإن ثمة 26 شركة من الشركات النفطية، قد استثمرت في المجرى الأعلى من الإنتاج النفطيّ والغازيّ بروسيا، وجاءت تلك الشركات النفطية الأجنبية من إنجلترا والنرويج وفرنسا وإيطاليا وأستراليا واليابان وكوريا، علما بأن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا قد استثمرت حتى النصف الثاني من عام 2002، بالتعاون مع روسيا، مبالغ وصلت الى ملياري دولار أمريكي لبناء خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي الذي يمر في روسيا البيضاء وبولونيا وسلوفاكيا حتى القارة الأوروبية، أضف الى ذلك أن شركة (شل) الأمريكية للنفط وشركاءها قد أجازت ميزانية المشروع رقم 2 في منطقة ساخارين بروسيا وستستثمر وفقا للخطة المرسومة، من الآن حتى ما قبل عام 2014م أكثر من 8500 مليون دولار أمريكي، بهدف زيادة الكمية الإنتاجية من النفط والغاز الطبيعي في منطقة الشرق الأقصى من روسيا، والعمل الجاد على فتح أسواق جنوب شرق آسيا، والدخول الى الموارد النفطية والغاز في أمريكا اللاتينية،، والزحف بقوة نحو الأسواق الإفريقية للطاقة·

 

* خبير في الدراسات الاستراتيجية

وباحث الدكتوراه بكلية الاقتصاد

والعلوم السياسية جامعة القاهرة

�����
   

حين يصير الاغتصاب.. عقيدة!:
أحمد حسين
خطباء التزيّد الديني:
د·أحمد سامي المنيس
إشهار الجمعيات:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
"ما يجوز"!:
على محمود خاجه
هل نملك "مجتمعاً"؟:
مشاري الصايغ
تحديات الديموغرافيا!:
عامر ذياب التميمي
وداعا للسلاح:
د. محمد حسين اليوسفي
أين هي المشكلة؟!:
علياء الأنصاري
لا لمكافأة العملاء:
عبدالله عيسى الموسوي
الحلاوة "كوندي"!:
فاطمة دشتي
روسيا ودبلوماسية الطاقة:
عبدالعظيم محمود حنفي*
قطار الإصلاح البحريني.. يتعثر!:
عمار تقي *
صيفيات 2005:
محمد جوهر حيات