كتب محرر الشؤون المحلية:
ثلاثة أحداث محلية يمكن اعتبارها تباشير خير حيث إنها تطلق ومضة تفاؤل وإن كان بحذر، في التصدي للفساد ومكافحته·
الأول: هو موقف الحكومة من عزمها على تصحيح الأخطاء والتجاوزات التي شابت تنفيذ المشاريع على أراضي الدولة والتي باشرت باتخاذ إجراءات تنفيذية في شأنها، وبغض النظر على اعتراض بعض الجهات التي مستها تلك الإجراءات وصدور أحكام لصالحها بإلغاء أو إيقاف تلك الإجراءات، لكن المهم هو اتخاذ الموقف الحازم في الإقدام على التصحيح، ولايضعف من ذلك وقوع أخطاء تصحح باللجوء إلى القضاء·
الثاني: هو تصريح وزير الدولة لشؤون البلدية بأن الحكومة ماضية في برنامج التعديات على أملاك الدولة، وأن هنالك ضوءاً أخضر أو بالأحرى توجيها من القيادة السياسية بالمضي في إزالة التجاوزات بحق الجميع دون مراعاة لأحد أو تدخل من أي طرف·
والتعديات والتجاوزات تشمل إقامة المنشآت على الأرصفة والارتدادات وأحيانا الشوارع وتمدد الحيازات الزراعية بملايين الأمتار واستخدامها لغير الأغراض التي خصصت من أجلها كالتخزين·
الناس تنظر إلى هذه الإجراءات بتفاؤل حذر خوفا من تراجع الحكومة·
الثالث: هو انعقاد مؤتمر الكويت للشفافية الذي تعقده جمعية الشفافية الكويتية بالتعاون مع منظمة الشفافية الدولية· ومشاركة العديد من منظمات الشفافية الوطنية في البلاد العربية·
ويأتي هذا المؤتمر بعد أن صادقت الكويت على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وإنشاء فرع الكويت لمنظمة "برلمانيون ضد الفساد" الدولية، ومباشرة إعداد مشروع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد الذي سوف يطرح على تحالف منظمات المجتمع المدني ضد الفساد·
أهمية العمل على المستوى الشعبي يكمن في نشر ثقافة لمكافحة الفساد بديلا عن ثقافة التسامح مع الفساد ونشر التوعية بأشكال وأنواع الفساد وإدراك خطر انتشاره على مصالح الناس وإعاقة التنمية وهدر الموارد وتمزيق أخلاق وقيم المجتمع، وتمكين قوى المجتمع من التعرف على سبل وآليات مكافحته·
مؤتمر الكويت للشفافية ومكافحة الفساد، سبقه قبل سنتين المؤتمر الذي عقدته غرفة التجارة لمكافحة الفساد· هذه الجهود لتعبئة القوى الشعبية ضد الفساد عمل إيجابي يصب في الصالح العام ويرسي أسس الإصلاح فهو يدعم ويعزز جهود السلطات بقدر ما هو ضاغط عليها للتصدي للفساد واجتثاثه·