· البعض لا يتعظ من دروس التاريخ بما فيها القريب جداً ويريد إدخالنا في نفق الفتنة الطائفية
· التركيز على وحدة واستقرار الكويت بطوائفها وجميع فئاتها وشرائحها على أساس المواطنة
كتب سعود العنزي:
تنادى عدد من جمعيات النفع العام للتصدي لخطر الطائفية التي بدأت بعض الأطراف الدفع بها متأثرة بما يجري في العراق الشقيق من أحداث مؤسفة يقتل فيها الناس على الهوية الطائفية، وجاء البيان محذراً من انجرار أطراف كويتية وراء هذا التصعيد الطائفي بشكل يدخل الكويت في دوامة اقتتال طائفي إن انعكس الوضع العراقي علينا·
وقد شاركت الجمعية الاقتصادية الكويتية والجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية وجمعية الخريجين الكويتية وجمعية الفنانين الكويتيين والجمعية الكويتية لتنمية الديمقراطية والجمعية الكويتية لحقوق الإنسان والجمعية الكويتية للدفاع عن المال العام وجمعية الهلال الأحمر الكويتي ورابطة الأدباء ومركز تقويم الطفل والمسرح العربي في بيان بعنوان "الطائفية فتنة لعن الله من أيقظها" هذا نصه: ينعكس التوتر والتصعيد الطائفي في العراق الشقيق على كل المجتمعات المجاورة بشكل سلبي، ونحن في الكويت لسنا استثناء من ذلك·
إن القتل والتهجير على الهوية الطائفية أوالعرقية جريمة يجب إدانتها من قبل الجميع بل العمل على وقفها قبل أن تستعر المنطقة بأكملها، فالوقوف مع طرف ضد آخر لن يؤدي إلى نصرة ذلك الطرف بل إلى مزيد من القتل والتهجير والتشريد، فالنصرة الحقيقية هي في إخماد النار لا سكب الزيت عليها·
وللأسف الشديد فإن البعض لا يتعظ من دروس التاريخ بما فيها القريب جداً، فهذا لبنان الذي اقتتل فيه الإخوة لخمسة عشر عاماًَ، وخسر الجميع بعد أن دمر لبنان، وتلك أيرلندا مثال آخر والتاريخ مليء بالعبر لمن يتعظ، ولكن البعض ينسى ويندفع وراء التعصب الأعمى ويجر معه مجتمعنا الصغير ليدخلنا في دوامة الفتنة الطائفية البغيضة·
إن للجماعات المتطرفة والمتعصبة طائفياً برنامجها الذي لا يتفق إطلاقاً ومصلحة الوطن بل هي على النقيض منها، وإن تركت في عبثها هذا فإنها ستمزق مجتمعنا وتدخلنا في نفق صراع عقيم وحريق يلتهم الجميع·
إننا في مؤسسات المجتمع المدني الكويتي ندعو جميع الأطراف والقوى المجتمعية والرسمية إلى التركيز على وحدة واستقرار الكويت بطوائفها، وجميع فئاتها، وشرائحها على أساس المواطنة وما يترتب عليها من حقوق وواجبات دستورية، كما نطالب جميع الأطراف المعنية بهذا التصعيد الخطير إلى وضع مصلحة البلاد وشعبها فوق أي اعتبار آخر، وفي الوقت نفسه فإننا نهيب بالجميع العمل على تفويت الفرصة على من يلعب بنار الطائفية البغيضة ويبعث فتنتها·
كما نطالب الجهات المسؤولة بالحرص الشديد واليقظة التامة للتصرفات التي تهدد أمن واستقرار البلد، والتصدي للفتنة قبل انفلات الأمور·
إننا اليوم أحوج ما نكون إلى العقل والحكمة وبعد النظر للمحافظة على وطننا وحمايته من أخطار التورط في الأزمات الإقليمية وتفاعلاتها، وفي هذا الوقت العصيب وهذه الأزمات التي تولد إحداها الأخرى، وهذا دور الحكماء والعقلاء·
