رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 مايو 2007
العدد 1774

ناموا وإلا غوانتنامو
دولة الرجال العربية المتحدة!
علي سويدان
ali_sowaidan@maktoob.com

ما إن أبدت وزارة التربية مشكورة نيتها توظيف معلمين رجال في مدارس البنين والتي يعلم فيها معلمات فقط حتى تسابق كثيرون نحو رفض ذلك بحجة أنه كيف يعمل رجال ونساء في مكان واحد؟!

لست أدري ماحجة المعترضين على هذا التوجه! ومن أي منطلق؟! غير أني أعتقد أن جملة من الموروثات الاجتماعية كرسها فهم ضيق للفقه الإسلامي جعل الكثيرين يعترضون على مسألة اجتماع الرجل والمرأة في مكان العمل! وغير مكان العمل!

وهنا من المهم جدا أن نفرق بين الاختلاط وبين الخلوة، فالخلوة أي أن يختلي رجل بامرأة ليست زوجته ولاهي من محارمه في مكان خاص معزول··· هذا معنى الخلوة وهي محرمة شرعا، أما الاختلاط فهو نوعان: نوع عام وهو اختلاط الناس رجالا ونساء وذلك في الأماكن العامة وهو جائز في الشرع الإسلامي كما هو في الشارع والساحات والحدائق والأسواق، ومن هذه الأماكن العامة أيضا اختلاط الناس في الحج والسفر··· أما الاختلاط الخاص وهو مثل العمل في الدوائر والشركات والمؤسسات والمدارس مادام الاحترام مكفول والحشمة موجودة· فلماذا يعترض البعض على عمل الرجال وسط النساء وعلى عمل النساء وسط الرجال مادام الوعي هو الضابط؟!

وإذا كانت دعوى الفصل التام بين الجنسين صحيحة دينيا وعقليا فلماذا لم تكن موجودة في عهد نزول التشريع من السماء؟! ألم تحج النساء مع الرجال ويطوف الجميع حول الكعبة المشرفة سويا؟! ألم تشارك المرأة الرجل في ساحات الجهاد في القتال قبل أي شي آخر؟!

ألم تقف امرأة في المسجد وعمر بين الخطاب -رضي الله عنه- على المنبر يخطب وتصحح له فقال: "أخطأ عمر وأصابت امرأة"؟! ياترى لوكانت المرأة في مصلى معزول وخاص بالنساء كما نفعل اليوم! هل ياترى استطاعت أن تعبر عن رأيها وتصحح خطأ أمير المؤمنين؟!

لقد توارثنا أشياء كثيرة من الماضي القريب هي ليست من ديننا لكننا جعلناها في قلب الدين وغرزناها في عنقه!! ظنا منا أننا نمسك بأولويات! ولكنا أمسكنا بموروثات!! إن خطأ مانعيشه مع ضمائرنا وأخلاقنا حتى سرنا بعيدا عن الصراط! ويكفي الإنسان انحرافا أن ينحرف قليلا في البداية! والوقت كفيل أن يسوقة خارج الطريق قبل النهاية!!

إن جملة من الدراسات النفسية والاجتماعية تتوافق مع الفطرة تؤكد أن الإنسان السوي الناضح المعتدل الميول لابد أن يتربى على يد امرأة ورجل والدليل هو تكون الأسرة من امرأة ورجل، فليس من الطبيعي أن يعلم أبناءنا في المرحلة الإبتدائية نساء فقط!! ولو كنّ يعلمن فتيات فقط! لابد أن يحصل كلا الجنسين من فتيات وفتيان على التواصل الطبيعي النزيه من جهة المعلم والمعلمة في آن واحد، لا أن تتملكنا نزعة تفضي إلى عدم الاطمئنان على أبنائنا وبناتنا وهم بين أيدي معلمينا!! وإلا كنا ذئابا نلبس ملابس البشر!! أولى بنا أن نعيش بفطرتنا كما خلقنا الله تعالى دون تزمت وتكلف، وأن لانحدث في الدين ماليس فيه! والإما رأيكم أن نبني مستشفيات للنساء وأخرى للرجال! ومدارس للنساء وأخرى للرجال! وحدائق للرجال وأخرى للنساء! ومساجد للنساء وأخرى للرجال! وأخشى أن يتسع الأمر إلى الأبعد من ذلك، فننشئ مطارا للنساء وآخر للرجال ودولة للنساء وأخرى للرجال!!!

 ali_sowaidan@maktoob.com

�����
   

لبنات المجتمع الكبير:
د. لطيفة النجار
الثقل الخليجي مكوناته وتداعياته:
عبدالله محمد سعيد الملا
مشروع الورقة الرابحة:
سعاد المعجل
"مظفر النواب.. وتريات ليلية":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
مفهوم الوطنية في ميزان العقل:
فهد راشد المطيري
الديمقراطية الفرنسية والهوية الوطنية:
علي عبيد
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد:
فيصل عبدالله عبدالنبي
زين يسوّي فيك الصقر:
على محمود خاجه
العجز الاكتواري وصندوق التنمية:
أحمد سعود المطرود
الإصلاح والشكوك:
المهندس محمد فهد الظفيري
دروس من تقرير (فينوغراد)(2):
عبدالله عيسى الموسوي
حرّاس المستقبل:
ياسر سعيد حارب
التفكير من أجل التغيير:
د. فاطمة البريكي
دولة الرجال العربية المتحدة! :
علي سويدان