| وصلت الإدارة الأمريكية الى مأزق كبير في العراق فالساحة العراقية تغلي والإدارة الأمريكية تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وأخذت ترتكب المجازر والقتل في الشعب العراقي بكل طوائفه، وأخذت تستخدم الطائرات القاذفة لإسكات كل صوت معارض·
فالإدارة الأمريكية تعمل بضغط من انتخابات الرئاسة، ويحاول معاونو الرئيس بوش استباق الوقت لإنهاء أية معارضة، وتسهيل الأجواء لإيصال عناصر عراقية إما لأنها قريبة من واشنطن بنسب مختلفة أو أنها ساكتة عن المشروع الأمريكي وعلى استعداد للتعامل معه·
ولذلك فإن قصف النجف وخصوصاً ضريح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كان إثارة أمريكية لجميع العراقيين·· إنها جادة في تركيع العراق مهما كانت الظروف، وأن على العراقيين إما الاستسلام لمشروعها أو القتل وأن العراق سيكون حلقة من حلقات السياسة الأمريكية الجديدة التي ستضم إليها الكثير من الدول العربية والإسلامية والتي ستنضوي تحت إشراف أمريكي مباشر أو من خلال قيادات ذليلة تابعة للولايات المتحدة بشكل أو بآخر·
ولكن الخطأ الذي تقع فيه إدارة بوش وهي إدارة صليبية يمينية محافظة أنها تتصور أن التعامل مع العالم من خلال القوة المفرطة يكفي لفرض شروطها وقدرتها على قتل زعماء المعارضة وهذا هو الذي يحدث لكل معارضة عراقية سواء كانت إسلامية "سنة وشيعية" أو قومية ووطنية وهي لا تعلم بأن موت أو اغتيال قيادي سيخلق قيادات جديدة أكثر قوة وشراسة من السابق، وأن الجماهير في البلاد العربية والإسلامية بدأت تحتضن القيادات المعارضة للأمريكان وتنظر الى أمريكا كعدو للعــرب والإســلام والمسلمين وخصوصاً وهي تنظر الى ما يحدث في فلسطين وأفغانستان والعراق وغيرها·
أمريكا بقوتها الضخمة أوصلت حكامها الى حد جنون العظمة وهي بداية السقوط تاريخيا لكل الدول العظمى· |
