ما الواقع؟ وماذا نريد؟ حكومة إصلاح أم إصلاح حكومة!! يجب أن نحدد الهدف الذي نصبوا إليه، وليتم ذلك علينا البحث في المعطيات المتوافرة لدينا عن ماهية هذه الحكومة وما الذي تتصف به؟ حتى يتم اختيار الهدف بصورة صحيحة ودقيقة، الواقعية مطلوبة في هذا الصدد، فأيهما أقرب الى التحقيق؟ أن نصلح حكومة أم أن نغمض عين ونفتحها ونجد حكومة إصلاح! فكلما كان الهدف بسيطا وعمليا كان الإنجاز أقرب وفي متناول اليد·
حكومة إصلاح؟! إن سلمنا بذلك فهذا يعني أننا أمام حكومة لا تعمل إلا في وجود استراتيجيات ودراسات علمية، ويكون تنفيذ المشاريع لديها وفقا لبرنامج زمني محدد ودقيق، وفي ظل حكومة الإصلاح نستطيع أن نلحظ دوران عجلة التنمية والتطور، وغياب البيروقراطية الغثة "والواسطة" المقيتة، فهل هذا الوضع واقع الحكومة المجيدة؟ إن كان كذلك فإذا هي حكومة إصلاح نقف معها ونؤازرها بل ونصفق لها، ولا داعي لوجود معارضة فعالة!·
أما إذا جاء متفحص لحال حكومة البلاد، يتيقين أنها لا تخطو خطوات ثابتة نحو ترسيخ مبدأ دولة المؤسسات بالمعنى الصحيح، وتتصف بحكومة ردة فعل وليس فعلا، فيجد هذا المتفحص بالنتيجة النهائية التخبط في أعمال الحكومة، وأنها لا تنسجم مع الأساليب الحديثة والتخطيط السليم والإنجازات المؤثرة في المجتمع، فإنه بذلك يتجه نحو إصلاح حكومة تحتاج منا الإصلاح·
فالأسلوب الذي يتم به اختيار الوزراء أسلوب غير صحي، وآلية مجلس الوزراء في حد ذاتها لا تبشر بحكومة إصلاح لا الآن ولا في المستقبل القريب، ونقص الفكر المتطور في آليات وأدوات الحكومة يؤدي بالضرورة الى المسير للخلف، نحن أمام وزراء في غالب الأمر لا يملكون قراراتهم ولا وزاراتهم ولا نريد أن نقول لا يملكون أنفسهم أيضا، وقد يصل الأمر الى نسف ما قد توصلوا إليه من مشاريع بشكل شفهي ليس له علاقة بأي رأي فني صائب، إذا إصلاح حكومة هو الأقرب للمنال من حكومة الإصلاح لأن الأول في متناول أيدينا كشعب، أما الثاني فهو في متناول سمو رئيس مجلس الوزراء والوزراء فقط، فكيف يكون في متناول أيدينا إصلاح حكومة؟ من خلال مؤازرة الوزراء الإصلاحيين، وتقويم أعمال الوزارات بالضغط الشعبي وبالصحافة والإعلام، وبرقابة مجلس الأمة الفعالة وسن التشريعات الموثرة في صلب أعمال مؤسسات الدولة، فهذه هي إمكاناتنا، أما اختيار الوزراء وآلية مجلس الوزراء فلا ناقة لنا فيه ولا جمل·
وعندما نسأل عن أمانينا فإننا نحلم بالأنية الأولى وهي حكومة إصلاح، وليتنا برمشة جفن وبين ليلة وضحاها نجد أنفسنا نراقب حكومة إنقاذ وإصلاح تأخذ بيد الوطن والمواطن الى أعلى المراتب، ليتها تأخذنا الي مصاف الدول شبه المتقدمة فهل تتحقق هذه الأمنية يوما ما؟ منا الى من هم أهل لذلك·
|