قال تعالى: "فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" النساء (19)
الأحداث الإرهابية الدامية التي أوقعها المجرمون في مدينتي كربلاء المقدسة والكاظمية في بغداد، والتي أودت بحياة الكثير من زوار أضرحة أئمة أهل البيت عليهم السلام في ذكرى عاشوراء، يوم استشهاد الإمام الحسين عليه السلام هذه الأحداث كان يتصور منفذوها أنها ستحقق لهم فوائد عدة منها تخويف الشيعة وإرهابهم لعدم زيارة أضرحة الأئمة عليهم السلام وعدم إقامة الشعائر الدينية في إحياء ذكرى أهل بيت النبوة عليهم السلام، ومنها إثارة السنة ضدهم كونهم يقومون بأعمال لا يقوم بها السنة مما سيكسبهم إلى جانبهم، ومنها بيان عدم وجود أمن في العراق وإن كان ذلك من خلال قتل مئات المواطنين الأبرياء بشكل عشوائي·
إلا أن كل ذلك المكر السيئ الذي قام به هؤلاء الفسقة قابله مكر من رب العالمين الذي جعل من هذا العمل الإرهابي وسيلة إيجابية لتوحيد ليس فقط الشعب العراقي بكل فئاته ولكن لتوحيد العالم أجمع مع الشيعة الأبرياء الذين تساقطوا في هذه الأحداث·
فصدرت الإدانة من كل دول العالم قاطبة في سابقة قل نظيرها، وصدرت إدانات بالدرجة الأولى من الجهات السنية والتي وصل بها الحد الى وصف منفذيها بـ "الكفرة"، كما عبر عنهم الدكتور عجيل النشمي·
وصدرت إدانة قوية من منظمة العالم الإسلامي ومن أكثر من (1300) مثقف سعودي من السنة والشيعة·
وفي الكويت أصدرت القوى السياسية للمرة الأولى مجتمعة منذ سنوات عدة بيانا مشتركا أدان تلك الأحداث الإجرامية·
وعلى الساحة العراقية أجمع الشعب كله على استنكار هذه الفعلة الشيطانية وقامت مظاهرات للمواطنين السنة باستنكار ما حدث لإخوانهم الشيعة كما أن المساجد خصصت خطبة الجمعة الأخيرة لتوضيح موقف الشرع بحق هؤلاء الذين يفسدون في الأرض وضرورة القصاص منهم في الدنيا قبل الآخرة، ومجمل القول إن السحر انقلب على الساحر وأن الأحداث الإجرامية عززت يوم العاشر من المحرم ذكرى استشهاد الإمام الحسين ليكون يوما للتضامن الشعبي العراقي في كل عام يقيمه السنة قبل الشيعة وهو بخلاف ما أراده العصاة·
ورب ضارة نافعة والحمد لله رب العالمين الذي جعل أئمة أهل البيت هم عليهم السلام سفينة النجاة التي توحد المسلمين في كل مكان·
|