"الذيب ما يهرول عبث"
حسنا فعل الأخ النائب مسلم البراك حين صرح ودعا أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية من لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة بالشركات الأجنبية التي تم تأهيلها من قبل المجلس الأعلى للبترول لتطوير الحقول النفطية في الكويت إلى الامتناع فورا عن حضور أي نقاش يتعلق بنفط الشمال سواء كان في مجلس الوزراء أو في لجان مجلس الأمة تفاديا لتأثر المصلحة العليا للبلاد بالمصلحة الشخصية خاصة بعد أن أصبح المنصب مدعاة للتكسب والربح الشخصي لدى البعض·
ولا شك أن الأصل هو الاهتمام بتطوير آبار الشمال من منطلق القدرات الكويتية واستثماراتنا المحلية خاصة بعد انقشاع خطر نظام صدام حسين الذي كان شماعة البعض لاستجلاب الشركات الأجنبية وحصول وكلائها على جزء من "الكيكة" النفطية·
وواضح جدا أن إحدى أولويات وزارة النفط في هذا المجلس هي تمرير هذا المشروع وتسليم الشركات النفطية ووكلائها آبار الشمال لتحقيق أكبر منفعة شخصية للبعض، إلا أن تصدي النواب الشعبيين لهذا المشروع أمر واجب نبه إليه النائب البراك وحذر من عودة هذه الشركات من الشباك بعد أن خرجت من الباب وهو تعبير لطيف فيه أكثر من لمحة ذكاء·
ففي دولة مثل الكويت تملك مؤسسة البترول فيها أموالا ضخمة وشركات الاستثمار تملك رأسمال كبيرا لا نحتاج إلى شريك أجنبي يستثمر أمواله في الكويت، اللهم إلا إذا كان ذلك تنفيعا واضحا للوكلاء الكويتيين، وخاصة أن الأرباح المستثمرة لمدة ثلاثين عاما ستصل إلى مايقارب الـ "49" مليار دولار (اللهم زد وبارك)··
وحسنا فعل النائب البراك بتوجيه السؤال إلى وزير التجارة لمعرفة أسماء هذه الشركات والوكلاء، وكشف أسماءهم لكي يعرف الشعب الكويتي - كما يقول - "إن الذيب ما يهرول عبث" وهو مثل كويتي يعني أن من يتحرك بطريقة مريبة كأن يحاول أن يمنع المعلومات عن مجلس الأمة له هدف بعيد المدى لابد من كشفه للناس·
فالمليارات السبعة التي ستعطى للوكلاء يمكن أن يستفاد منها في مجالات كثيرة بدلا من أن يستفيد منها أشخاص بعدد أصابع اليد الواحدة يقومون بتسليم ثروة البلاد كلها إلى الشركات الأجنبية دون أي اعتبار لمجلس الأمة، الذي أصر من خلال إصدار قانون أن يكون كل استثمار للثروات الطبيعية بما فيها تطوير آبار الشمال من خلال قانون يعرض على المجلس ويناقشه أمام الناس في جلسة معلنة·
وعلينا أن نتابع في الأيام المقبلة أولئك الأشخاص الذين سيضغطون بقوة للتأثير على القرار السياسي والاقتصادي في البلاد، ومدى دقة إجابة الوزراء على هذه الأسئلة·
