رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 محرم 1425هـ - 10 مارس 2004
العدد 1618

يوميات محمد في المحكمة(1)
"شنو قالوا للحرامي ؟"
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
almelhem@taleea.com

يقول محمد وهو مواطن في أرض الله الواسعه "في بلدنا لما يقولون للحرامي راح انحولك للمحكمه يرد الحرامي بالضحك العالي  و يهمس لنفسه قائلا جاك الفرج" إذ إن هذه الجملة أصبحت مرادفا لغويا لاحتمال ضياع حق المجني عليه وليس استرداده بالضرورة،  فإجراءات التقاضي طويلة جدا وتستمر في أفضل الأحوال لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات وتبتدىء معاناة صاحب الحق  ابتداء من اليوم الذي تحال فيه القضية إلى النيابة أو المحكمة إذ يحس المجني عليه بالضياع التام وسط إجراءات قانونية معقدة لا يفقه فيها شيئا واتخاذه لأي قرار خطأ فيها قد يضيع حقه فيضطر إلى الاستعانة بمحام حيث تبدأ المعاناة التالية إذ يحتار في أسس اختيار المحامي الأنسب فالتخصصات معدومة فيضطر لاختيار من ترتاح له نفسه وفي أغلب الأحوال سيذهب للأقدر على إقناعه بتولي قضيته وليس الأقدر على أخذ حقه، كما يدخل عامل الأتعاب طرفا ثانيا في تحديد المحامي وبعد أن يتعاقد الموكل مع المحامي يختفي الأخير من الوجود ولا يراه الموكل ويكتفي المحامي بتكليف المستشار بكتابة مذكرة الدفاع ويقوم مندوب مكتب المحامي بتسليمها في المحكمة "بواسطة" من يتصادف وجوده في القاعة أثناء المداولة من المحامين الزملاء، وعندما يبحث الموكل عن المحامي في المكتب  أو المحكمة أو في أي مكان آخر لا يجده وفي تجارب كثيرة يتعمد المحامي خسارة القضية في الدرجة الأولى من التقاضي حتى يضطر الموكل إلى رفع أتعاب المحامي كنوع من التحفيز للمحامي لكسب القضية في درجات التقاضي الأعلى·

يقول محمد إن عدم إلمام المواطن البسيط في بلده بإجراءات التقاضي وقوانين الجزاء والقوانين المدنية تجعله يلجأ للمحامي و على الرغم من أن المحكمة تنتدب محامياً لمن لا محامي له إلا أن ذلك المحامي لا يهتم بقضية موكله لأن أتعابها زهيدة جدا، وأما الخدمة الأخرى التي توفرها المحكمة للمتقاضيين وهي خدمة ضباط الدعاوى فهي لا تسمن ولاتغني من جوع إذ يقتصر دورهم على كتابة صحيفة الدعوى فقط، ويترك الموكل وحيدا للتصرف في الباقي وهم بهذا كمن يأخذ الجندي ويلقي به في وسط ساحة القتال حيث تتراشق حوله طلقات الرصاص وتمر بجانب رأسه وبين أرجله والدبابات تسير بسرعة فائقة من أمامه ومن خلفه والقذائف تتساقط عن يمينه وعن يساره والقوات البشرية متلاحمة حوله والجثث تملأ الأرض ومع هذا فإنه لا يعلم من هو العدو ومن هو الصديق ولا يحمل في يده إلا عصا مكسورة الأطراف، وهكذا يضيع حق المواطن المظلوم في بلد محمد فحقه تحول إلى عصا هشة في مواجهة دبابات ضخمة·

و للحديث بقية ·····

 

almelhem@taleea.com

�����
   

عاشوراء·· يوم اتحد العالم:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
هوامش منيف العراقية:
سعاد المعجل
"مخامط كبار":
محمد حسين بن نخي
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(1-3) :
بدر عبدالمـلـك*
يوميات محمد في المحكمة(1)
"شنو قالوا للحرامي ؟":
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
العراق··
حلبة لتصفية الحسابات:
عبدالخالق ملا جمعة
إجابات باطلة:
يحيى الربيعان
بوش فقط المكرم:
كامل عبدالحميد الفرس
عاهة عربية!:
عامر ذياب التميمي
تحرير وديمقراطية العراق:
المحامي نايف بدر العتيبي
العراق···العلماني؟(1):
نزار حيدر
مدينة علمية كويتية شاملة:
ما المانع من وجود زويل كويتي؟:
خالد عايد الجنفاوي
رعب في "إسرائيل"!!:
عبدالله عيسى الموسوي
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2:
د. جلال محمد آل رشيد
أتحدى أتحدى قناة "المستقلة" أن تكشف عن حقيقتها:
حميد المالكي
مؤسسة شمس الدين للحوار:
رضي السماك
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2:

أتحدى أتحدى قناة "المستقلة" أن تكشف عن حقيقتها:

مؤسسة شمس الدين للحوار: