اقتراح الرئيس معمر القذافي في مؤتمر الدول الأفريقية لإقامة حكومة اتحادية لدول القارة الأفريقية وإنشاء جيش تعداده مليونان أقرب إلى الخيال وأبعد ما يكون عن الواقع ومصيره بالتأكيد إلى الفشل·
شعارات القذافي الوحدوية لم تنجح لا على المستوى العربي العام ولا على مشروع وحدة دول شمال أفريقيا العربية، وهي الدول التي تربطها العلاقات والوشائج الكثيرة كوحدة اللغة والثقافة والدين وتجانس الشعوب والموقع الجغرافي·
فإذا كان مشروع وحدوي تتوافر له كل فرص النجاح لم ينجح، فكيف سيحقق القذافي توحيد أكثر من خمسين دولة في قارة أفريقيا بينها خلافات عميقة في تركيبها القبلي والاجتماعي، وتمايز بين الأنظمة السياسية، ويعاني معظمها من الاقتتال الداخلي الذي يمزق نسيجها الاجتماعي، والتفاوت الاقتصادي، وتعيش شعوبها نهباً للأمراض الفتاكة كالأيدز والملاريا وتعاني من الفقر لدرجة المجاعة·
والكثير من مشاكل دول القارة الأفريقية يعود لتفشي الفساد واستشرائه نتيجة لشيوع أنظمة الحكم المستبدة وسيطرة أفراد لسدة الحكم وأجهزة الأمن اعتمادا على قوى القمع والمخابرات ومصادرة الحريات، ولعل ما تحتاجه دول أفريقيا هو التخلص من هذا الانفراد بالسلطة، وتحكم أفراد بعينهم على مصائر الشعوب لفترات طويلة امتد بعضها لما يقارب الأربعين عاما·
إذا كان هنالك نوايا خالصه لمعالجة مشاكل الفقر والمرض والجهل التي تعاني منها الشعوب الأفريقية تحت وطأة التخلف الاقتصادي وتعثر عجلة التنمية·
لماذا لا يطرح مشروع إنشاء صندوق للتنمية تساهم فيه ليبيا والدول الافريقية المنتجة للنفط على الأخص بجزء من عائداتها النفطية بنسبة 5% مثلا توظف في دفع عجلة التنمية وتوفير البنية التحتية وإنشاء المدارس والمستشفيات وتوفير الغذاء·
أما مشروع القذافي فهو ليس أكثر من شعار سياسي للهروب من مشاكل الواقع وإلهاء الشعوب·
