رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 مارس 2007
العدد 1765

خفايا هجوم بوش جنوبا
لعبة اسمها التجزئة!

كتب محرر الشؤون الدولية:

التصويب على السوق الأمريكية اللاتينية المشتركة وقصفها هو الهدف المباشر لجولة الرئيس الأمريكي بوش على الدول الخمس، البرازيل والأوروغواي وكولومبيا وغواتيمالا والمكسيك· هذا هو ما يشير إليه تحليل "بيبي أسكوبار" أحد المحللين السياسيين الجنوبيين، ولكن استراتيجية الهجوم هذه جنوبا التي وضعها البيت الأبيض ووزارة الخارجية، في مستهل هذه الجولة أكثر تعقيدا، فهي تواجه احتجاجات شعبية واسعة في أرجاء القارة، تشمل حتى الدول التي سيزورها الرئيس الأمريكي، وعلى عكس ما ذهبت إليه معظم وكالات الأنباء من أن هذه الالتفاتة الأمريكية إلى ما كانت تدعوه بناء بيتها الخلفي، جاءت بعد فترة نسيان أو إهمال، تظهر المباحثات وجداول الأعمال المنفردة التي ترافق الزيارة، أن الأمر مدروس ومتابع منذ زمن طويل، ولا يختلف التكتيك الجديد عن التكتيكات التوسعية السابقة، فهو يقوم على قاعدة "فرّق تسد" المعروفة جيدا·

لقد أصبحت السوق الأمريكية اللاتينية المشتركة حقيقة، ونموذجا لتكامل إقليمي محلي، وضرب مفاصل هذه السوق التي أصبحت فنزويلا فيها عضوا كامل العضوية في السنة الماضية هو الهدف الأول· فمن بين المشاريع التي تسرع هذا التكامل بين دول القارة، يجيء اقتراح تشافيز بخط أنابيب الغاز العملاق على رأسها، ولمواجهة هذ الاقتراح، جاء الرئيس بوش إلى البرازيل في مستهل جولته باقتراح صفقة طاقة تتصل بإنتاج وتجارة الوقود العضوي· إذ تتقاسم البرازيل والولايات المتحدة 70% من إنتاج هذا الوقود· وتشعل هذه الصناعة الآن حماس المناطق الريفية الأمريكية، بل يفكر حتى "بول غيتس" في دخول مجال الاستثمار في "الايثانول" (الوقود الذي يستخلص من قصب السكر)· الولايات المتحدة تستخدم الذرة لإنتاج هذا الوقود، ولكن محصول البرازيل من قصب السكر أكثر كفاءة بنسبة 50%، إضافة إلى أن البرازيل لديها أكبر المزارع (ملايين الهكتارات) التي تسيطر عليها طغمة مالية بالغة النفوذ تتوق إلى التعامل مع الرأسمال العالمي، وتحلم بإغراق الولايات المتحدة بوقود قصب السكر· ولكن المشكلة الكبرى هي أن الوقود البرازيلي تفرض عليه الولايات المتحدة ضرائب عالية، ومع ذلك لم تتوقف حمى البحث عن أرض وشركاء استثمار في البرازيل، فقد تضاعفت صادرات البرازيل إلى الولايات المتحدة عما كانت عليه في العام 2005، وسرعان ما بدأت زراعة قصب السكر تحل محل زراعة الحمضيات وفول الصويا في أكثر مناطق سان باولو ثراء بالمحاصيل·

في الشهر الماضي، وإعدادا لزيارة بوش الجنوبية، وضع وكيل وزارة الخارجية للشؤون الخارجية نيكولاس برينز، النقط على الحروف حين قال بأن "البرازيل هي أكثر البلدان قوة في أمريكا الجنوبية" وأضاف بأن "الولايات المتحدة لا تريد الاعتماد على نفط بلدان مثل إيران وفنزويلا"، وشدد على أن الوقود العضوي سيكون في المستقبل "الرابطة الأساسية بين الأمريكيين والبرازيليين"· ولكن "بيرنز" نسي أن يشير إلى أن الميليشيات الحكومية العسكرية في كولومبيا تشرد بعنف في شمال غربي البلاد أو تقتل الجماعات الفلاحية لصالح الشركات الكبرى، لزراعة زيت النخيل من أجل إنتاج الوقود العضوي·

نظريا كما يقول "أسكوبار" سيرغب البيت الأبيض ووزارة خارجيته بإقامة نظام متعدد الجنسيات لإنتاج الوقود العضوي في أمريكا الجنوبية والكاريبي، ولكنه لن يكون تكتلا احتكاريا للإيثانول على غرار تكتل "أوبك" النفطي، فرغم كل الخطب الرنانة، لن يسمح لوبي الذرة الفائق القوة في أمريكا لأي رئيس أمريكي بفتح أسواق أمريكا للإيثانول البرازيلي· سيطلب الرئيس البرازيلي هذا، ولكن بوش سيغير موضوع الحديث· وقد جعل مستشار الخارجية الأمريكية لشؤون الطاقة "جريج مانويل" الأمر واضحا، أن التعرفة الجمركية ستبقى كما هي· وغرض حكومة بوش في المدى القصير هو مساهمة 5% للوقود العضوي في سد احتياجات الولايات المتحدة· ويبدو أن عدم اعتماد الولايات المتحدة على النفط هو مجرد "أسطورة سياسية" على حد تعبير السفير السعودي السابق تركي الفيصل·

إذن·· ماذا تخفي هذه الصفقات؟

بالنسبة لهذه الاستراتيجية السياسية الهجومية يتضمن الأمر تغييرا في الاتجاه في المعركة ضد "راديكالية شعوب أمريكا اللاتينية"، وهو الوصف الذي تطلقه واشنطن على الموجة الثورية الوطنية الراهنة في أمريكا اللاتينية· وقد لاحظت مراكز الأبحاث اليمينية في أمريكا الآن أن معاداة الحكومات المنتخبة شعبيا في أمريكا اللاتينية لن تزيد سوى السخط على بوش والولايات المتحدة·

وسيتواصل العداء بالطبع، ولكن البيت الأبيض مازال يبحث عن صيغة "ناعمة" جديدة لعدوانيته· وفي ضوء فقدان بوش لمصداقيته تماما ومحاصرته في أمريكا، فلا شيء سيكون أكثر إنعاشا من أخذ استراحة لالتقاط الأنفاس بمغازلة النظم اليمينية الوكيلة مثل كولومبيا والمكسيك وغواتيمالا، وأيضا وسط اليسار المزعوم المحافظ في البرازيل والأورغواي·

وهنا لا يجب التقليل من قيمة الدعاية، حين سيجعل البيت الأبيض من هذه اللقاءات برهانا على "الدعم" في أمريكا الجنوبية لمأساة العراق ومهندسها بوش، ودعما لهجومه المحتمل على إيران·

إن التجزئة هي عنوان هذه اللعبة، وسيعقد بوش صفقات ثنائية منفردة، تستهدف دائما منع قيام أي تحالف لهذه الحكومات مع فنزويلا تشافيز، وبوليفيا إيفو موراليس، وإكوادور رافائيل كوريا·

ومن هنا فإن قصف السوق المشتركة اللاتينية هو مفتاح استراتيجية واشنطن: اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة منفردة، والتخلي عن السوق المشتركة، ومنع صادرات دولة مثل الأورغواي من دخول أسواق الأرجنتين والبرازيل·· وهكذا· ولكن مهما كان من شأن ما تخطط له واشنطن، فقد جاءت عدة تصريحات وبيانات معارضة من قلب هذه الدول المضيفة، فسكرتير حزب العمال البرازيلي يعلن استعداد البرازيل للتوسط بين أمريكا وفنزويلا، ولكن لا يجب انتظار أن تضغط البرازيل على كوبا أو فنزويلا أو بوليفيا أو الأكوادر· ومن الواضح أنه رغم الاستقبالات المؤدبة ومهما كان من شأن الصفقات الحذرة مع كولومبيا والمكسيك، فإن هنالك حقيقة، قائمة الآن، وهي أنه في طول وعرض شوارع أمريكا اللاتينية، فإن الملك هو تشافيز، وأن بوش، بتعبير قادة الاتحاد العمالي البرازيلي هو الإرهابي رقم "1"· صحيح أن "لولا" البرازيلي، ونستول الأرجنتيني، لم يقدما على إصلاح مالي  أو نقدي، ومازالا يطبقان أجندة الليبراليين الجدد حسب أجندة واشنطن، ولكن الجاذبية الشعبية من جانب آخر للثورة البوليفية هائلة، بدولتها الموجهة نحو الرفاه الاجتماعي، والاقتصاد المختلط القائم على قطاع حكومي قوي، وديمقراطية مباشرة تستند إلى مجالس محلية· وقد قارنت الجماهير الغفيرة في أمريكا الجنوبية سلفا هذا التقدم بفشل الليبرالية الجديدة والإذلال الذي تسببت به لأمريكا اللاتينية·

طباعة  

فيما لا تزال أفكار الحل غير الدستوري قائمة
التشكيل الوزاري إما أن يعززها أو يضعفها

 
قرار رفع الحظر عن أموال المتهم الخامس لا يؤثر على قضية الناقلات
المطلوب سداد ضعف الأموال المختلسة وفوائدها

 
فيما لا تخوله صلاحياته في فترة استقالة الحكومة
وزير التربية يعين مديراً لمنطقة تعليمية

 
بعد أن تحول الى حكومة موازية
"القوى العاملة" ينشئ فضائية "التحدي"

 
كشف أسعار الشركات التي التزمت مواعيد المناقصة
"الطاقة" تسمح لثلاث شركات دخولها بعد فتح الأظرف!!!

 
توريد وتركيب وفحص وتدريب وصيانة وتشغيل واستلام أجهزة استوديوهات رقمية ونقل خارجي للإذاعة في يومين فقط!!
معجزة لاتحدث إلافي وزارة الإعلام

 
الاستئناف تؤيد حكما ألغى ترقية المنفوحي وكل ما ترتب عليها
 
د. خريبط: تأثير اليورانيوم على الصحة العامة يتطلب دراسة علمية
 
انتخابات غير متوقعة في عصر الدكتاتوريات:
موريتانيا تستبدل الشاعر والمطرب والخيمة بالعسكري والمزور والزعيم الأبدي!

 
بينت أنها تتصل بجهات عالمية لتحديد احتياجاتها في المستقبل
د· معصومة: المؤسسة تحتاج 25 طائرة

 
رد الوزيرة
 
اتجاهات