رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 مارس 2007
العدد 1765

د. خريبط: تأثير اليورانيوم على الصحة العامة يتطلب دراسة علمية

كتب مظفر عبدالله:

نفى الخبير البيئي د·علي خريبط في حديثه "للطليعة" بأن ملف اليورانيوم المستنفد لم يكن مادة للتداول الإعلامي في الكويت في السنوات القليلة الماضية فحسب، وقال بأن بدايات هذا الموضوع كانت مع تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي، فبعد الحرب بعدة أشهر أصبح هناك ما سمي بظاهرة متلازمة أعراض حرب الخليج، ولاحظنا أن هناك بعضاً من الجنود الأمريكيين والبريطانيين وبعض الجنود الدنماركيين قد تعرضوا لحالات غريبة وتمت محاولة الربط بين إفرازات بعض الأسلحة المستخدمة في الحرب على الجنود·

وأكد د· الخريبط أن موقع وزارة الدفاع البريطانية تحدث عن حادثة احتراق مستودع ذخيرة في الدوحة، والمعلومات حول ذلك متوافرة على هذا الموقع، وربما كانت عامة الناس تجهله، لكن المتخصصين والجهات الرسمية كوزارة الدفاع والصحة على علم بذلك·

وبالنسبة لموضوع التأثير الناجم عن وجود اليورانيوم على البشر، أكد د· خريبط بأن ذلك يرجع الى مدى تعرض الناس له، وأن الحديث المبني على الحقائق هو ما يهمنا، فالتهويل كما التهوين لا يوصلنا الى نتيجة، وكباحث علمي أدعو من خلال منبر "الطليعة" الى تحكيم عنصر الموضوعية·

وعن رد الفعل الذي قامت به الجهات الرسمية كوزارتي الدفاع والصحة لعلاج هذا الموضوع قال بأن الدبابات التي كانت معروضة في منطقة مشرف "أرض المعارض" قد تمت إزالتها من قبل وزارة الدفاع، أما قضية معسكر الدوحة فقد تم التعامل معه أيضا، لكن يجب أن نعلم بأن ملف اليورانيوم في الكويت له صلة بوزارة الصحة بشكل أقوى من أي جهات أخرى، فمعهد الأبحاث ليس طرفاً مبادراً وكذا الهيئة العامة للبيئة التي قد لا يسمح قانون إنشائها إلا في أضيق الحدود بالتعامل الجزئي مع هذه القضية، فالوقاية من الإشعاع مسؤولية وزارة الصحة بالدرجة الأولى·

وحول ما إذا كان الموضوع يفتقد الى دراسات علمية تربط بين وجود اليورانيوم في أرض الكويت وتفشي أمراض معينة بكثرة في السنوات التي تلت عملية تحرير الكويت من الغزو العراقي قال د· خريبط بأنه يجب أن نكون حذرين في أحكامنا لأنه من الصعب القول بأن مرضاً معيناً يأتي نتيجة وجود اليورانيوم·

لماذا؟ نحن نقول مثلا إن هناك تفشياً لأمراض السرطان، لكن قد يكون لهذا المرض عدة أسباب منها التدخين أو العمل في بيئة عمل ملوثة أو السكن في منطقة محاذية لطريق سريع·· فكل هذه الأمور تشترك في تفشي مرض السرطان·

وبالتالي فوجود دراسة علمية تربط العاملين مع بعضهما البعض ضروري·· لكن أريد التأكيد على أن استخدام اليورانيوم في مسرح عمليات الحرب كان بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان ما عدا موضوع الدبابات الذي ذكرناه في منطقة أرض المعارض·

وحول مسألة مسافات وجود اليورانيوم الآمنة عن المناطق المأهولة بالسكان يؤكد د·الخريبط بأن الإشعاع كلما كان بعيداً عن المناطق السكنية كان تأثيره أضعف إلا إذا حدث أن تم نقل هذا الإشعاع عن طريق الهواء كما هو في مثال تشرنوبل الذي حدث في روسيا في منتصف التسعينيات، حيث وصل الى منطقة الخليج كما أن حرق آبار النفط  في الكويت وصل تأثيره الى جبال هيمالايا·

وأضاف: لكن يجب أن لا ننسى أن المادة المشعة مع مرور الوقت يحدث لها ضعف واضمحلال وتقل تأثيراتها الإشعاعية  وبالتالي فإن تسمية "اليورانيوم المستنفد" جاءت من أنه يأتي من بقايا الوقود، وبالنسبة لدرجة التأثير على البشر فإن ذلك يعتمد من حالة  الى أخرى، فإذا كان شخص قد تعرض لغبار إطلاق قذيفة وقام باستنشاقها سيكون تأثيرها مباشراً عليه، لكن تأثير وجود دبابة قديمة في موقع مدني سيكون أقل، ونحن قسنا مناطق مختلفة من دولة الكويت شمالاً وجنوباً لم نجد إشعاعاً من درجات متفاوتة وكل القياسات دلت على وجود إشعاعات ناتجة عن فترات زمنية سابقة أو ما يسمى بـ Bakground Radiation، ومن خلال قراءتي لوثائق وزارة الدفاع الأمريكية فإن الأماكن التي يتواجد فيها اليورانيوم في الكويت بالمواصفات التي ذكرتها معروفة ضمن خارطة تملكها الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزارة الصحة·

وحول الطرق العلمية الآمنة للتخلص من المواد المشعة قال د· الخريبط إن إزالة التلوث يخضع لعدة وسائل ومنها غسل الدبابات وتجميع ماء الغسيل وكشف نسبة المواد المشعة فيه، وحاليا ومع مرور وقت طويل على الحرب فإن هذه الدبابات  لا يوجد فيها كم إشعاعي كبير كما كان عليه الوضع قبل أكثر من 10 سنوات مثلا، فتأثير المادة المشعة يقل مع الوقت، لكن هذا لا ينفي أن هناك أنواعاً لا تضعف مع الوقت·

وحول عملية بيع براميل المواد المشعة التي قامت بها الكويت للولايات المتحدة قال د· خريبط: ليس كل الدول لها قدرة على التعامل مع هذه المواد المشعة ومعالجتها، فهناك دول معروفة في هذا المجال مثل بريطانيا وأمريكا واليابان، لكن دول الخليج ليس لديها هذه الخبرة العلمية، وإذا حصل أن طلبت دولة هذه المواد واشترتها فهذا شيء جيد·

ويجب أن نؤكد أن هناك قوانين دولية لا تسمح  للدول بنقل أي مادة بشكل روتيني عادي، فمثلا بالنسبة للمخلفات الخطرة غير المشعة فهي تخضع لاتفاقية بازل التي تحتم أخذ موافقة من المنظمة المشرفة على تنفيذ هذه الاتفاقية في جنيف·

وحول القدرة المؤسسية المتخصصة في البيئة في الكويت في معالجة مثل هذه القضية أكد د· خريبط بأن موضوع الشفافية مهم هنا بغض النظر عن قوة أو ضعف المؤسسات المتخصصة في البيئة سواء كانت أهلية أو رسمية، فإن كانت هناك  معلومات محددة فيجب أن تعلن للناس سواء كانت إيجابية أو سلبية ولكل حالة إجراءاتها، فوزارة الصحة أعلنت أن هذا الموضوع ليس فيه خطورة على المواطنين، وبالنسبة لبيان جماعة الخط الأخضر فهم يمثلون الجانب الآخر الذي يجب أن يعطى الفرصة للتعبير عن آرائه وعلى الطرف الآخر أن يسمعها·

وحول نتائج الدعاوى القضائية التي قامت بها عائلات جنود بريطانيين وأمريكان في بلدانهم بشأن شكهم بأن الأمراض التي حدثت لهم هي نتيجة استخدام جيوشهم أنواعاً من الأسلحة أثرت على صحتهم بشكل مأساوي لاحقاً قال د· خريبط بأن هذا الموضوع أخذ وقتاً كبيرا من المحاكم، والأسباب الى الآن غير معروفة وكان الجنود عليهم إثبات 3 أشياء وهي: هل تعرضوا فعلا لإشعاع اليورانيوم؟ أم تعرضوا لمبيدات تم رشها للقضاء على الكائنات الصحراوية؟ أم أن أمراضهم ناتجة عن الحقن التي أخذوها وقاية من الحرب الكيماوية التي لم تحدث، ونتائج تلك القضايا متنوعة فمن الحالات ما حصلت على  تعويضات، وحالات لم تنل أي شيء، لكن لم تحسم مثل هذه الدعاوى موضوع حديثنا وهو أن اليورانيوم هو السبب الرئيسي وراء ظهور أعراض مرضية غريبة على الجنود·

طباعة  

فيما لا تزال أفكار الحل غير الدستوري قائمة
التشكيل الوزاري إما أن يعززها أو يضعفها

 
قرار رفع الحظر عن أموال المتهم الخامس لا يؤثر على قضية الناقلات
المطلوب سداد ضعف الأموال المختلسة وفوائدها

 
فيما لا تخوله صلاحياته في فترة استقالة الحكومة
وزير التربية يعين مديراً لمنطقة تعليمية

 
بعد أن تحول الى حكومة موازية
"القوى العاملة" ينشئ فضائية "التحدي"

 
كشف أسعار الشركات التي التزمت مواعيد المناقصة
"الطاقة" تسمح لثلاث شركات دخولها بعد فتح الأظرف!!!

 
توريد وتركيب وفحص وتدريب وصيانة وتشغيل واستلام أجهزة استوديوهات رقمية ونقل خارجي للإذاعة في يومين فقط!!
معجزة لاتحدث إلافي وزارة الإعلام

 
الاستئناف تؤيد حكما ألغى ترقية المنفوحي وكل ما ترتب عليها
 
انتخابات غير متوقعة في عصر الدكتاتوريات:
موريتانيا تستبدل الشاعر والمطرب والخيمة بالعسكري والمزور والزعيم الأبدي!

 
خفايا هجوم بوش جنوبا
لعبة اسمها التجزئة!

 
بينت أنها تتصل بجهات عالمية لتحديد احتياجاتها في المستقبل
د· معصومة: المؤسسة تحتاج 25 طائرة

 
رد الوزيرة
 
اتجاهات