رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 1 نوفمبر 2006
العدد 1748

���� �������
لدي عادة سيئة توشك أن تكون حالة مرضية، وهذه العادة باختصار هي عبارة عن محاولة غير إرادية من جانبي لرصد عدد المرات التي تنتهك فيها حرمة العقل في كل يوم! اعتدت تخيل وجود جهاز صغير في رأسي يقوم بهذه الوظيفة، ولمجرد الفكاهة، أحببت أن أطلق عليه اسم "Nonsense Meter"، وللاختصار سوف أشير إليه في هذا المقال من خلال مصطلح NM في كل صباح أقوم بعملية "تصفير" الـ NM، وفي المساء أقرأ الرقم الموجود عليه والذي يشير الى عدد المرات التي تم فيها انتهاك حرمة العقل طيلة اليوم!
لم نكد ندلف إلى ذلك المطعم الإيطالي الذي يحتل موقعا متميزا في واحد من أهم شوارع ذلك الحي المعروف بتلك المدينة الألمانية الشهيرة حتى تلقتنا النادلة الشابة بابتسامة عريضة أرجعناها في البداية إلى قلة عدد الزبائن في تلك الساعة من ذلك اليوم الصيفي معتدل المناخ،
كل إنسان مقيم على هذه الأرض الحبيبة لابد وأنه لاحظ العديد من الظواهر الغريبة والشاذة على مجتمعنا وبيئتنا، كالقتل والانتحار والسرقات والاغتصاب والتسول والمخدرات وتصنيع الخمور والدعارة· وأنا لا أقصد أن هذه الجرائم لم تكن موجودة من ذي قبل، ولكن ما أعنيه أنها إزدادت بشكل كبير خصوصا في السنوات الأخيرة لدرجة أصبحت فيها صحفنا اليومية لا تخلو من هذه الجرائم يوميا· ولعل من يقرأ هذا المقال يتفق بأن السبب الرئيسي في إزدياد كل هذه الظواهر هو الارتفاع المطرد للعمالة الوافدة للبلد من كل حدب وصوب.
قلب أناملك ما شئت من الفضائيات المحلية والعربية، لتكتشف كم هي البرامج المسماة قسراً "ثقافية" وتنحدر تحت برامج المسابقات بالتعاون مع شركات الهاتف "الخليوي" ذات النهب المقنن وبرعايتها المنظمة على الإسفاف بالعقول والجيوب!
في ظل الزخم الإعلامي المتصاعد حول المجلس الوطني الاتحادي، ودخول دولة الإمارات العربية المتحدة مرحلة جديدة في مجال المشاركة السياسية والعمل الوطني تسعى إلى خلق رؤية جديدة لمجتمع الإمارات بعيداً عن الأحلام الرومانسية، وأقرب إلى الواقع المُعاش.
لا أدري لماذا حين يجيء العيد تنتابني مشاعر كثيرة وترد على ذهني خواطر متضاربة، فأوْلى المشاعر بالورود إلى نفوسنا هي الفرحة التي تأتي نتيجة طبيعية لما يقدمه الإنسان في شهر رمضان الفضيل من صيام وقيام وتقرب إلى الله بالطاعات وتلاوة القرآن والإحساس بمشاعر أصحاب الحاجات،
يكثر المطبّلون في هذه الأيام، ليس لكثرة الأفراح، ولا لوفرة الليالي الملاح، إنما لكثرة من يحتلون مواقع هم غير أهل لها، ويحتاجون إلى من يؤكد لهم يومًا بعد يوم، إن لم يكن ساعة تلو ساعة، ودقيقة في إثر دقيقة، وثانية عقب ثانية، أنهم موجودون في المكان الصحيح، وأن كلا منهم هو الشخص المناسب في المكان المناسب.
حشد كبير من المسلسلات الدرامية المنتجة في دول الخليج عرضت على شاشات محطاتنا التلفزيونية وحتى على شاشات بعض المحطات العربية، مثل محطتي إل بي سي والمستقبل اللبنانيتين، في شهر رمضان المبارك هذا العام، وربما بنسبة فاقت النسبة المنتجة في الأعوام السابقة· وهذه مسألة تعكس الكثير من الجوانب الإيجابية في مجال الانتاج الدرامي التلفزيوني، ومن ذلك على سبيل المثال، الاهتمام من قبل محطاتنا التلفزيونية بالإنتاج الخليجي وبالفنان الخليجي ، وإعطائهم مساحة يستحقونها على شاشات تلفزيونات بلدانهم.
أثار السيد خليفة الخرافي عضو المجلس البلدي - وعضو المجلس الوطني المشؤوم سابقا - كعادته العديد من القضايا المهمة المتعلقة بجهاز البلدية في اللقاء الأخير مع إحدى الصحف ولعل من أهم تلك القضايا التي تطرق إليها السيد خليفة غير ضعف رئيس المجلس البلدي في إدارة الجلسات بالشكل السليم وطيبة ورحمة وزير البلدية على جماعته وأن البدون على عينه ورأسه وثلاثة أرباعهم لا يستحقون الجنسية - وهنا لا نعلم ما دخل موضوع البدون في لقاء فني يتعلق بالبلدية بشكل خاص يعرف فيه السيد خليفة عن ملاحظاته وقراءاته حول عمل البلدية والمجلس البلدي؟؟!!
لا إسقاط القروض ولا الفوائد ولا زيادة الرواتب خمسين دينارا ستجعلنا نقلع عن عادة الاستهلاك والاقتراض أو حتى تشعرنا بالسعادة، فنحن شعب استهلاكي غير منتج· عبر الاستهلاك والتبذير نعوض كل إحباطاتنا وهمومنا، الشراء والصرف والاقتراض من البنوك للسفر والمظاهر الكاذبة أصبح هاجسنا· شعب يعيش على الأقساط، سياراتنا بالأقساط، وبيوتنا بالأقساط، وزواجنا بالأقساط، وأثاث بيوتنا بالأقساط، ومدارس أولادنا بالأقساط، الكهرباء والماء أيضا بالأقساط؟!·
منذ خروج آخر جندي سوفييتي من أفغانستان في بداية التسعينات تحت نيران ضربات المقاومة الوطنية آنذاك، والاتحاد السوفييتي يغرق في مستنقعاته الداخلية حتى أذنيه· وإذا بنا نكتشف أن ذلك العملاق الذي روع قلوب الأمريكيين والأوروبيين بعد أن هزم أعظم قائدين عسكريين أوروبيين في التاريخ على فترتين متباعدتين: نابليون وهتلر، غير قادر اليوم على تضميد جراحه الداخلية.
قضيتنا المركــزية
منذ قيام الكيان الصهيوني في قلب عالمنا العربي سنة 1948م وإلى اليوم فإن آلاف الكتب صدرت ما بين مؤيد لإسرائيل وسياساتها أو معارض لإرهاب الدولة الذي تمارسه بصورة يومية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
واليوم، فإننا سنستعرض كتاباً صدر مؤخرا في غاية الأهمية، وتنبع الأهمية من المصداقية الكبيرة لمحتواه، وكون مؤلفه باحثاً متخصصاً في تاريخ الاستيطان الإسرائيلي.
بلا حــــدود
ما إن أعلنت الإدارة الأمريكية عن مشروعها الرامي الى خلق شرق أوسط جديد·· حتى توالت المقالات والتحليلات التي تستهجن وتسخر من هكذا مشروع في زمن يفترض أن تكون فيه المجتمعات البشرية قد حققت تقدما ملحوظا فيما يتعلق بحق تقرير المصير، ومقاومة الهيمنة وإملاءات الآخرين وتدخلهم في شأن المجتمعات الضعيفة؟!