يستغرب كثير ممن عرفوا المجتمع الكويتي في فترة الستينيات والسبعينيات من التشدد الرهيب الذي زامن فترة "الصحوة" كما يحلو لأعضاء التيارات الدينية تسميتها· فمن يشاهد "السهرات" الغنائية التي يعرضها تلفزيون الكويت وبعض المحطات الخليجية من تلك الفترة يرى كم كان الناس يتصرفون بعفوية ومن دون تكلف، وكيف يطرب كبار السن عند سماعهم "للصوت" الكويتي والسامري وأنواع الفن وكيف لا يتردد أولئك النفر من محبي الطرب والفن في إبداء متعتهم واستمتاعهم به، حيث "يزفن" كبيرهم وصغيرهم من دون حرج لأن عاداتهم وتقاليدهم لم تكن ترى في ذلك عيباً أو حراماً، أما الآن وبعد هيمنة النسخة الخليجية للإسلام وتعميمها بعد خلطها ببعض المفاهيم المحافظة أصبح لابد من "ضوابط" تنظم "وناسة" الناس البريئة وتحسب عليهم أنفاسهم وفرضت علينا "عاداتنا وتقاليدنا" الجديدة وأصبح الفرح عملة نادرة ومجرد التفكير فيه يكفي لوضع صاحبه في خانة "التغريبيين" وأعداء الأمة الإسلامية·
بقي أن يعلم أصحاب "عاداتنا وتقاليدنا" الجديدة أن كثيراً من القبائل الموجودة في الكويت كانت تقبل مبارزة المرأة للرجال في إحدى رقصاتها المعروفة، وفي حشد غالباً ما يكون في مناسبة فرح، ولم تعتبر تلك القبائل خارجة عن "الدين" بل كانت عاداتها وتقاليدها جزءاً طبيعياً من حياة أبنائها إلى أن عممت النسخة الخليجية للإسلام·
كما أن "عاداتنا وتقاليدنا" ككل المجتمعات الأخرى فيها "الشين والزين" و"الخايس والخنين" وليست "مثالية" كما يريد هؤلاء أن يوحوا لنا·
sanezi@taleea.com |