رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 6 يونيو 2007
العدد 1777

40 عاماً على استراتيجية الاستسلام!

كتب محرر الشؤون العربية:

الهزيمة التي تتواصل مفاعيلها، وتتعمق أخاديدها ليست هزيمة عادية، وحين يتحول كل هذا إلى كارثة مستدامة لاخلاص من أسبابها ونتائجها، تصبح الهزيمة قدرا يطبع كل شيء بطوابعه، ما ولد وما سيولد· هكذا تبدو صورة مفاعيل كارثة 5 حزيران 1967 في ضوء أربعين سنة مرت، أي في ضوء أربعين سنة من التنازلات المتواصلة حتى وصل الأمر بالأنظمة العربية على مختلف مشاربها إلى التنازل حتى عن حق الكلام والتعبير، بل ومع حق تسمية جغرافيتها ومصالحها وهويتها، تاركة لغيرها أن ينسبها لأي جغرافية وأي عالم وأي مستقبل يراه مناسبا لها ولأبنائها·

اليوم وبعد أربعين سنة، لم تعد الهزيمة العسكرية كذلك، أي هزيمة معدات وجيوش وإدارة، بل هزيمة تناولت فيما تناولت القيم والمصطلحات والتصور العربي للعالم من حوله ولنفسه، وكأن هناك استقالة لا رجعة فيها من الحياة والحركة· فتفتت الخريطة العربية على أشده، ولئن كان هناك يوم تمسك بالكيانات العربية والدفاع عن أبسط مقومات وجودها، فما نشهده اليوم هو تسليم بتفتيت الكيانات ذاتها، اللهم إلا التمسك بموضوعة واحدة جامعها تجمع الكيانات والفتات حولها، تلك هي مقولة استراتيجية الاستسلام وتعبيرها المخادع "استراتيجية السلام" التي تعني تقديم كل شيء بلا ثمن للعدو الإسرائيلي، والخجل حتى من مطالبته لقاء عروض الاستسلام بالكف عن حرب الإبادة التي يشنها منذ أكثر من ستين عاما، ليس على فلسطين وحدها، بل على كل نبضة حياة في الخريطة العربية·

ما أورثتنا إياه الهزيمة الحزيرانية المزيد من نظم الاستبداد وقمع الإرادة الشعبية، وتفتيت بنية المجتمعات المدنية، ومحو كل وعي بأن السياسة صراع، وأن حق البقاء حق مشروع لكل الكائنات· الكثير تساقط في ظلال الاستبداد، تساقطت نزعة المقاومة، أي نزعة وإرادة حفاظ المجتمعات على مقومات وجودها الاقتصادي والسياسي والثقافي· لا أحد يطالب هذه الأنظمة المستبدة بأمور شعوبها من أصغر مطالبها إلى أكبرها بأن تخرج للحروب، فحروب هكذا أنظمة تستعبد شعوبها لن تجلب سوى الخراب، ولا أحد يطالبها بأن تنخلع عن عروشها، لأنها لن تترك سوى الحطام الذي أجادت صناعته طيلة أربعين عاما، ولكن تطلب الحد الأدنى البسيط، أن تتوقف عن الانهيار والتداعي، ويكون لها موقف من العدوان على مقدراتها وثرواتها وشعوبها، وأن تعرف أن الغد لا يصنع غدا بل اليوم، ومن يفقد حاضره لن يكسب لحظة من لحظات المستقبل·

استراتيجية الاستسلام هذه ليست فقط خطا تنتهجه هذه الأنظمة تجاه العدو الإسرائيلي والتحالف الغربي المنافق الذي زوده بـ200 رأس نووي، وأباح له كل شيء في الخريطة العربية، بل هو استسلام على صعيد محو أي تنمية اقتصادية، أو اجتماعية أو ثقافية، واستسلام على صعيد تثبت الهوية والاسم، واستسلام يصل حتى إلى صعيد اللغة، حيث لم نعد نجد نظاما عربيا يمتلك لغة خاصة به، بل لغة مستعارة يقنع بها نفسه أنه ليس أميا، وأنه يجيد قراءة العالم من حوله·

بعد أربعين سنة على 5 حزيران··· هل بقي في جدول الهزائم بند واحد لم ينطبق على أوضاعنا؟

طباعة  

الحملة وراءها مستفيدون خسروا مواقفهم في يونيو الماضي
هل يحل المجلس حماية للجراح وأستاذه؟!

 
لجنة الوزارة: نختار الأعلى سعراً وإلا فالأزمة قادمة!!!
الوزير مطالب بحسم الأمر

 
تقاذفها الوزراء كالجمرة ولم يعالجها أحد
العوضي في مواجهة مشكلة "التسليف"

 
المواقف الغريبة للكتلة الإسلامية
 
تجاهلوها عندما كان المتورط فيها صاحبهم عضو الثلاثي
إعادة اكتشاف هاليبرتون لمصلحة من؟

 
توالي جلسات التحقيق مع المتهم علي الخليفة الصباح
 
مكتب واشنطن يعدل بياناته
 
متظاهرون ضد المال والسلطة
قمة الدول الثماني تشهد انقسامات كبرى

 
وزير الدفاع الأمريكي
لا هروب على الطريقة الفيتنامية... وجودنا طويل الأمد!

 
على ذمة فرانكلين لامب
أنباء عن إقامة قاعدة أمريكية في "القليعات"