"الطليعة" - وكالات:
في مؤتمر صحافي شارك فيه وزير الدفاع الأمريكي "روبرت غيتس" في هاواي، وقائد العمليات العسكرية في العراق الجنرال "ريموند أوديرنو"، قال الاثنان: إنهما يفضلان الإبقاء على وجود عسكري أمريكي في العراق طويل الأمد، يماثل الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية· وبرر "غيتس" هذا الوجود الطويل الأمد بالقول إنه يستهدف طمأنة الحلفاء في الشرق الأوسط بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من العراق كما فعلت في فيتنام (في العام 1975)·
وعكست هذه التصريحات ذات الطابع العسكري - السياسي ما صدر عن السكرتير الصحافي للبيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي "توني سنو" بهذا الخصوص، حين قال إن لدى الرئيس بوش رؤيا لبقاء القوات في العراق مثلما هو حالها في كوريا الجنوبية· وشرح سنو رؤيا بوش، بأن حدد للقوات العراقية الشؤون الأمنية، بينما أعطى للقوات الأمريكية دور المراقب عن بعد والمستعد عند الحاجة للرد بسرعة على تحديات كبرى أو أزمات·
وأطلقت هذه التصريحات الرؤيوية موجة نقد من أعضاء الكونغرس
الأمريكي الديمقراطيين والجماعات الليبرالية، وجاء الرد على لسان زعيم الأغلبية الديمقراطية "هاري ريد"، فاتهم بوش بأنه يساوي بين انخراط القوات الأمريكية في حرب بلانهاية في الحرب الأهلية في العراق وبين النموذج الأمني الذي جاء بعد الحرب الكورية (في العام 1955)، وهذا يعني وكأنه يقول للأمريكيين بأن قواتنا ستبقى في الوحل العراقي لمدة قد تصل إلى نصف قرن"·
قائد العمليات في العراق أشار من جانبه إلى ما قد يعتبر تهيئة لضمان "الوجود الطويل الأمد" المشار إليه، حين قال بأن الوحدات العسكرية الأمريكية تحاول الآن الوصول إلى اتفاقيات لوقف إطلاق النار بينها وبين من دعاهم المتمردين العراقيين، وأنه فوض منذ وقت قريب القادة العسكريين سلطة عقد هذه الاتفاقيات مع الجماعات المتمردة التي تشن هجمات على القوات الأمريكية والعراقية، وعبر عن اعتقاده بأن ما يقارب %80 من المقاتلين، بما فيهم متمردون سنة وميليشيات شيعية، مثل جيش المهدي، وعدد صغير من "القاعدة" يمكن "التصالح معهم"، بمعنى أنه يمكن إقناعهم بإلقاء أسلحتهم·
من جانب آخر، ورغم إدلائه بهذه المعلومات، إلا أن الجنرال الأمريكي توقع أياما صعبة في الأسابيع القادمة، وتوقع أن يتأخر تقييمه لمدى نجاح التعزيزات الأمريكية الأخيرة للقوات، وطالب بالقليل من الصبر!
