كتب سالم العبيدان:
في أول مقابلة تلفزيونية له بعد إقصائه من التشكيل الحكومي على إثر فشلة في تضبيط الانتخابات كما كان يفعل في الانتخابات السابقة بدا أحمد الفهد مرتبكاًً على غير عادته إذا استثنينا المقابلة التي أجراها مع تلفزيون الراي ليلة انتخابات التاسع والعشرين من يوليو الماضي·
وكان الزميل تركي الدخيل في قناة العربية الإخبارية قد التقى الفهد الذي خلق لنفسه عدداً جديداً من الخصوم بعد أن قام "بتلطيش" الجميع ومحاولة مسك العصا من الوسط بين الإسلاميين والليبراليين مستخدما التاريخ مرة والوضع الحالي مرة أخرى، لكن الأكيد هو أنه فقد توازنه وقدراته السابقة على التحمل وبلع النقد·
أما الإجابات فكانت في أغلب الأحيان كمن يبرر لنفسه محاولاً إقناعها أنه لا يزال في موقع القرار والتأثير كما جاء في تعليقه أنه لم يخرج لأنه رئيس جهاز الأمن القومي، متناسياً أن الجهاز كان في طي النسيان ولم ينفض عنه الغبار إلا هو وزملاؤه في الحكومة السابقة عندما "أحالوا" له مشروع قانون تعديل الدوائر، ثم عندما أخرج من الوزارة الحالية وعين على الجهاز الذي نفخ فيه الروح بعد تعزيز الميزانية كي يقول للناس: أنا هنا·
أما الأزمة الثانية التي تعرض لها مؤخراً ودفعته الى الظهور التلفزيوني فكانت خيبة أمل الكويتيين في منتخب كرة القدم بشكل خاص والرياضة بشكل عام بسبب توليه وأشقاءه جميع تفاصيلها من الاتحادات الى المجالس الى الهيئة، وهنا أراد على ما يبدو أن يقول أنا موجود·
وعند سؤاله عن الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم وبدلاً من الرد على مايكتبه الجاسم في موقعه الإلكتروني قام بنعته بأسماء كعبدالباري عطوان ومصطفى بكري محاولاً تفسير كتابات الجاسم على أنها انتقام منه على الدور الذي لعبه في إزاحته من رئاسة تحرير الوطن (كما يدعي الفهد)، وهو هنا يحاول تثبيت هذا الجانب عن طريق نفيه بشكل غير مباشر· الظريف أن الجاسم انتقد جهات حكومية كثيرة وشخصيات أكثر أهمية من أحمد الفهد ولم تطلق عليه أسماء بقصد التقليل مما يقول·
أما عند سؤاله عن ما يقال عن فقد 20 مليون برميل نفط قال الفهد الكلام غير دقيق وغير منطقي وإذا أخذتها أين أضعها!!!
النتيجة أن الفهد لو شاهد مقابلته بنفسه مرة أخرى لخاب ظنه من أدائه المرتبك وانخفاض قدرته على كتم مشاعره التي طفت رغما عنه·