رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 22 نوفمبر 2006
العدد 1751

بوش ليس بطة عرجاء في نظر موسكو

م· ك - بهادرا كومار*:

لم تضف نتائج انتخابات الكونغرس الأمريكية النصفية الأخيرة إلى العلاقات الأمريكية - الروسية إلا تأرجحا عنيفا، فبينما بدا لبقية العالم أن الانتخابات بددت أكاذيب النزعة المحافظة الجديدة، ووضعت حدودا لعدد من ترتيباتها مثل حرب العراق ودمقرطة الشرق الأوسط، كان المزاج في موسكو سوداويا بواقعية تجاه فرص جديدة وسجل أعمال قد لا تأتي أبدا·

التيار الغالب على تحليلات المحللين والخبراء الروس والشخصيات العامة المتنفذة هو أن اتجاه مجرى نصر الديمقراطيين يحمل تبعات سلبية ستلحق بالعلاقات الروسية - الأمريكية·

وما يزيد درامية الهوة بين الأفكار هو العدد المتضاعف لعناصر مقلقة بدأت تحدث آثارها·

من وجهة نظر موسكو، فإن تعيين رئيس سابق لوكالة استخبارات المركزية (روبرت جيتس) كوزير دفاع جديد، ويتوقع أن يرأس "توم لا نتوس"، عضو الكونغرس القادم من كاليفورنيا، لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس لست سنوات لاحقة، ليس أقل مدعاة للقلق من هيمنة ديمقراطية على كونغرس الولايات المتحدة الأمريكية·

ومن المفهوم تماما أن يقلق موسكو الجانب الأسود من شخصية "جيتس" فقد كان أحد محاربي الحرب الباردة الذي أصر على أن الرئيس السوفييتي "ميخائيل غورباتشيف" كان مخادعا، ويبدو أن "غورباتشيف" أكد هذا حين التقيا للمرة الأولى في العام 1989 حين قال له "لقد عرفت أن البيت الأبيض لديه خلية خاصة وظيفتها الطعن في مصداقية غورباتشيف، وسمعت أنك المسؤول عنها ياسيد جيتس"·

كانت أطروحة "جيتس" هي أن "الغلاسنوست" و"البروسترويكا" (العلنية والشفافية) اللتين أطلقهما غورباتشيف كشعارين له، كانا خدعة خبيثة هدفها جعل الاتحاد السوفييتي أكثر مرونة وكفاءة وقوة، وأن جدول أعمال غورباتشيف السري هو إيقاع الغرب في شرك وإحداث انقسام فيه، ومن هنا حاجج "جيتس" بأن من السذاجة أن يؤمن الغرب أنه يمكن أن "يدخل في شراكة" (وهو تعبير استخدمته رئيسة الوزراء البريطانية تاتشر) مع غورباتشيف·

ولكن "جيتس" لم يكن وحده من صعُب عليه فهم غورباتشيف· فقد كشفت وثائق سرية منذ وقت قريب من أرشيف محادثات قمة "ريجيافيك" بين دونالد ريغان وغورباتشيف قبل عشرين سنة (أكتوبر 1986) عن بعض الريب التي لم تسهل الأمور بينهما أبدا، وتظهر الوثائق السوفييتية من جانبها كيف أنه لقاء للقيادة في موسكو في 4 أكتوبر 1986، كان "غورباتشيف" يصر على أن مفاوضاته يجب أن تنطلق من فكرة "إحداث فتح جديد محتمل" يقود الى تصفية كاملة لكل الأسلحة النووية مع العام 2000، ولكن الوثائق الأمريكية تروي قصة مختلفة تماما عن نيات السوفييت·

المثير للاهتمام أنه في اليوم ذاته، قبل عشرين عاما، قدم مجلس الأمن القومي الأمريكي مذكرة الى ريغان عنوانها "أهداف غورباتشيف وتكتيكات ديجيافيك" ليستفيد منها الرئيس·

وهي مذكرة لم تخطىء في التنبؤ بسلوك غورباتشيف فقط في القمة القادمة بل حذرت ريغان من أن غورباتشيف سيكون "شخصية مظهرية" وبلا "قرار"، وأن على ريغان المراوغة حتى يتمكن من كشف دور غورباتشيف في المحادثات·

في تلك المناسبة أمطر "غورباتشيف" ريغان بمجموعة طموحة غير عادية من العروض خاصة تتعلق بنزع السلاح النووي، ومبينا مزايا خلو فكر العالم من شبح التهديد النووي·

وتمتلك موسكو الآن سببا كافيا للقلق في ما إذا كان "جيتس" مازال يملك خبرته الماضية بشؤون الكرملين والعلاقات الأمريكية - الروسية·

في كل الأحوال، وكما كتبت أخيرا "إيرا ستراوس" المنسقة الأمريكية للجنة غير الحكومية الخاصة بشؤون أوروبا الشرقية وروسيا في منظمة الحلف الأطلسي (الناتو)، فإن العلاقات الأمريكية - الروسية لا تزال "هشة الى درجة أنها قد تنهار سريعا إذ كان على الولايات المتحدة التخلي عن حذرها من سحق روسيا على نطاق واسع·،· فالعلاقة مع روسيا غير صلبة وتعاني من أزمات·· وسيقدم كل هذا تسهيلات بالنسبة لجيتس كوزير للدفاع لتدمير روسيا··  اليوم سنلاقي معارضة ضئيلة لسحق روسيا، لكن التسلية التي كانت ذات يوم أصبحت رائجة مرة أخرى"·

خلال عمله في وكالة المخابرات المركزية الأمريكة ضخم "جيتس" طفل المخابرات المدلل، التهديد السوفييتي، والميل الطبيعي "لإمبراطورية الشر" نحو أن تكون بشعة، وواصل هذا التهويل حتى عشية انهيار الاتحاد السوفييتي في العام 1991· القضية الآن هو ما إذا كان يحتفظ بتحيزه القديم أو أنه في ضوء شهرته في انتهاز الفرص السياسية، سيسير مع ما يدعوه الصينيون "عامل الريح"·

حكاية الآخر "لانتوس" أكثر وضوحا فموسكو تعرف بالتحديد أين يقف من مسألة العلاقات الأمريكية - الروسية - ولا غموض في موقفه، فإذا أخذنا في الاعتبار خلفيته كسياسي مولود في هنغاريا، وعلاقاته وسجل حياته، فسيتخذ من موقعه كرئيس للجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس موقفا عدائىا من روسيا·

والكرملين يعرف "لا نتوس" كواحد من أكثر النقاد شراسة وعنادا في عدائه لروسيا في الكونغرس، فهو دائما يحدث ضجيجا وقلقا حول حقوق الإنسان وأوضاعها في روسيا، ويعتبر "ميخائيل خودوركوفسكي" (المحتجز في سيبيريا" "سجينا سياسيا"، لا سجينا بسبب ارتكاب شركته النفطية "يوكوس" مخالفات خطيرة، ويعتقد أن روسيا، (رغم اقتصادها المنتعش) يجب أن تطرد من مجموعة الدول الصناعية الثماني بسبب قصورها في تطبيق الديمقراطية·

وحسب الصحافي الأمريكي "روبرت فيربروجن"، فإنه يرجح أن يكون "لا نتوس" حليفا سياسيا لقلة الأثرياء الروس مثل بارون وسائط الإعلام "فلاديمير جوسنسكي" في حملة الأخير العامة في الولايات المتحدة ضد الكرملين، يقول هذا الصحافي "إن العلاقات المالية بين "جوسنسكي" و"لانتوس" وشركات العلاقات العامة·· فقد دفع معهد مرتبط بإحدى هذه الشركات أكثر من 46 ألف دولار قيمة رحلات "لا نتوس" منذ العام 2000"·

 *دبلوماسي هندي سابق خدم في أوزباكستان وتركيا كسفير·

عن:  Asia Times Online

طباعة  

فيما ترك الناس في ضياع وقلق منذ إطلاقها
نفي التسريبات تأخر كثيراًً

 
كلفت 140 مليون د·ك و80 مليوناً صيانة ولا تزال معطلة
زوارق (قاروه) دجاجة تبيض ذهباً على "اللبناني"!!

 
بين رفض الحكومة وإصرار النواب
"المستودعات" كلاكيت ثاني مرة

 
القروض بين 1200 و6400 مليون!!
 
أعادها بعد ثلاث سنوات من استلامها
مخصصات مدير البلدية محل تساؤل

 
يشارك فيها الجميع للمرة الأولى منذ 33 عاماً
الانتخابات البحرينية بين التشاؤم والمحاولة

 
"الاحتيال البريطاني" يحقق في صفقات السلاح للسعودية
فساد منظم يكشف عن وسيطين وجملة مستفيدين

 
لأول مرة منذ تغييب المجتمع المدني
دروع بشرية فلسطينية تحاصر العدوانية الإسرائيلية

 
بينما المفاوضات دائرة.. والهمجية الإسرائيلية تتصاعد!
حكومة وحدة أم فرز بين المقاومة والتسوية؟!

 
اتجاهات