كتب محرر الشؤون العربية:
تحدثت وسائل الإعلام عن تحذير المملكة العربية السعودية للحكومة البريطانية بأنها قد تقطع علاقاتها السياسية معها إذا لم يوضع حد ويطوى ملف التحقيقات التي قد تقود الى توجيه اتهامات لشخصيات سعودية، حيث ذكرت الصحف البريطانية أن مكتب التحقيق في جرائم الاحتيال الخطيرة البريطاني يوشك على الحصول على معلومات من المصارف السويسرية، قد تكشف عن تورط بعض من أركان الحكم في السعودية بعمولات سرية جراء صفقات أسلحة، وتصل هذه العمولات الى 100 مليون جنيه إسترليني· هذا ما جاء في صحيفة الجارديان (20/11/2006) بقلم "ديفيد ليه" وأوردت الصحيفة تفصيلات تقول فيها إن مكتب التحقيق هذا يحقق بسرية تامة منذ ثلاث سنوات في اتهامات بفساد منظم في الصفقات الدولية التي تعقدها أكبر شركات الأسلحة البريطانية المسماة نظم بي· أ· إيه (BAE Systems)· ولكن لم يع السعوديون المعنيون وموظفو شركة الأسلحة إلا في خريف هذا العام بحجم التقدم الذي أحرزه مكتب التحقيق في هذا المضمار·
وقالت الصحيفة إن مصادر مقربة من السلطات السويسرية تقول بأن هذه السلطات قامت بإعلام اثنين من الوسطاء في صفقات الأسلحة بأن هناك من يسعى الى الاطلاع على حساباتهما المصرفية، ومن المعتقد أن أحد هذين الوسيطين سياسي لبناني بارز، والآخر ثري سوري، وقالت المصادر السويسرية إن هذين الوسيطين رفعا دعوى رسمية في جنيف للإبقاء على سرية حساباتهما·
ولكن مصادر قانونية قالت للصحيفة بأن السلطات السويسرية تسمح في العادة من حيث المبدأ بالكشف عن الحسابات في قضايا جنائىة مثل قضايا الاحتيال الخطيرة، وهو ما سيمكن مكتب التحقيق البريطاني من متابعة مسار الدفعات المالية التي وصلت الى حسابات خاصة بالسعوديين موضع التحقيق·
وتقول "الجارديان"، إنه منذ أن كشفت السلطات السويسرية على أصحاب الحسابات، بدأت تواجه المدعي العام البريطاني ضغوطات سياسية متوالية من شركة الأسلحة لإيقاف توسع تحقيقات المكتب، بل واستأجرت الشركة مؤسسة للقيام بحمايتها من تحقيقات المكتب، منكرة أنها مارست أعمالا غير مشروعة، وزاعمه أنها تتعاون مع التحقيق، وقيل للصحيفة أن المدعي العام جولدسمث رفض التدخل في التحقيق، ويقول أعضاء في البرلمان إن أي تحرك منه للقيام بالتدخل سيثير لغطاً في الأوساط البرلمانية·
من جانبهم ينكر السعوديون موضع التحقيق ممارسة أية أعمال غير مشروعة·
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن جهات رسمية سعودية أرسلت مندوبين للقاء مدير مكتب توني بلير جوناثان باول· لمناقشة مصير صفقة "اليمامة ثلاثة" وهي صفقة البلايين لبيع الطائرات الحربية للسعودية، وللتعبير عن مخاوفهم على الصفقة إذا لم يتم إيقاف كشف السويسريين عن الحسابات·
وأضافت الصحيفة خبرا تقول فيه إن البرلمان البريطاني قلل من أهمية ما "نقلته الصنداي تايمز" يوم الأحد الماضي من تهديدات سعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا، والتوقف عن التعاون المخابراتي معها بشأن "القاعدة"·