رتشارد مورن*:

دول محور الشر بالنسبة الى موظف مواقف سيارات في مدينة نيويورك هي الكويت ومصر وتشاد، أو هذا هو على الأقل ما اكتشفه اقتصاديان درسا قيمة تذاكر مواقف السيارات غير المدفوعة التي استعملها دبلوماسيون من 146 بلداً يقيمون في نيويورك· لقد أراد هذان الاقتصاديان وهما "ريموند· جي· فسمان" من جامعة كولومبيا و"إدوارد ميجويل" من جامعة كاليفورنيا معرفة ما إذا كان دبلوماسيو البلدان التي ينتشر فيها الفساد المالي أكثر ميلا الى تجاهل دفع ثمن تذاكر مواقف السيارات من نظرائهم الذين تنتشر في بلدانهم الرشوة وعمليات النصب والاحتيال بدرجة أقل· وقدمت لهما مدينة نيويورك مقر الأمم المتحدة مكانا ملائما لاختبار نظريتهما فهي قبلة للدبلوماسيين الأجانب الذين يتمتعون بالحصانة ضد الدعاوى القضائية أو تنفيذ الأحكام، بما في ذلك انتهاك قوانين مواقف السيارات حين يكونون معينين في الولايات المتحدة الأمريكية·

وأول أمر أراد الباحثان معرفته هو ما إذا كان بعض أعضاء السلك الدبلوماسي يستغلون ميزة الدبلوماسي في الدخول المجاني الى مواقف السيارات للوقوف في الأماكن الممنوعة· وكان الأمر اللافت للنظر أن الكويت تتصدر قائمة الاحتيال على قوانين الوقوف الدولية، فكل عضو من أعضاء سلكها الدبلوماسي هناك كان متوسط حصيلته من التذاكر غير المدفوعة 246.2 تذكرة سنوياً خلال الفترة المدروسة "1997-2002" وكان متوسط حصيلة كل عضو من أعضاء السلك الدبلوماسي المصري 139.6 تذكرة، بينما وصل متوسط حصيلة كل فرد من أعضاء الوفد الدبلوماسي التشادي الصغير الحجم الذي وصل في العام 1998 الى عضوين الى 124.3 تذكرة ووصلت حصيلة 16 بلداً من التذاكر غير المدفوعة الى 50 تذكرة لكل فرد سنويا بينما لم يسجل 22 بلداً انتهاكاً من هذا النوع·

ولكن من العدالة القول أن الانتهاكات قد يكون ارتكبها موظفو البعثة الدبلوماسية أو أحد أفراد عائلية الدبلوماسي الذين يقودون سيارات تحمل لوحات دبلوماسية·

وقام الباحثان لأغراض الدراسة بجمع بيانات شملت أكثر من 150 ألف تذكرة وقوف سيارة غير مدفوعة "قيمتها الإجمالية 18 مليون دولار" خاصة بسيارات تحمل لوحات دبلوماسية ما بين العامين 1997 و 2002· وأوردا الرقم الإجمالي لانتهاكات كل بلد وحصلا على عدد الدبلوماسيين الملحقين رسميا ببعثاتهم ثم حسبا متوسط حصيلة كل فرد من التذاكر غير المدفوعة، وأخيراً قارنا قائمة التحايل على القوانين التي لديهما بالفهرست المستخدم على نطاق واسع الذي تدرج فيه البلدان على قاعدة الأعلى والأقل فساداً· ولم تكن العلاقة بين القائمة والفهرست ذات دلالة واضحة أو تشير الى ترابط ذي معنى بين البلد الأكثر فساداً والأكثر تحايلا على قوانين مواقف السيارات، ومع ذلك وجد الباحثان الاقتصاديان "دلالة قوية في قواعد السلوك الثقافي: إذ كان نصيب دبلوماسيي البلدان التي تسجل أعلى الأرقام في الفساد المالي، من انتهاكات قوانين مواقف السيارات هو الأعلى وظلت هذه الفروقات ثابتة طيلة فترة الدراسة"·

* واشنطن بوست 30 يونيو 2006