رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 سبتمبر 2006
العدد 1742

خمس سنوات على 11 سبتمبر
الحرب على الإرهاب عنوان فضفاض... وملتبس!

                                                                      

 

كتب محرر الشؤون الدولية:

مرت خمس سنوات على انهيار برجي التجارة في نيويورك والهجوم على وزارة الدفاع الأمريكية جراء عملية إرهابية من طراز فريد لا سابقة لها، ومازال مفهوم "الإرهاب" ملتبسا وغامضا حسب تداول الولايات المتحدة له، وتحليل أجهزة إعلامها، وتعليق جماعة المحافظين الجدد الذين اتخذوه نقطة انطلاق لرسم السياسات وتوجيه الضربات العسكرية، بل أصبح فضفاضا الى درجة أن أي مواجهة للسياسات الأمريكية في أي مكان في العالم صار يعد "إرهابا"، وأي مواجهة للعدوانية الإسرائيلية أو للتبعية للولايات المتحدة على الصعيد الثقافي والاقتصادي والعسكري، صار يعد "إرهاباً"·

هذا الغموض والالتباس، وهذا اللباس الفضفاض الذي ألبسته الولايات المتحدة، لحربها على "الإرهاب"، اتسع ليشمل موقف الولايات المتحدة، ليس فقط من منظمة إرهابية تدعى "القاعدة"، لا أحد يشك في أن جرائمها تندرج تحت بند الإرهاب، بل من عالم عربي واسع، وعالم أوسع منه هو العالم الإسلامي، ولعل هذا الغموض وهذا اللباس الفضفاض هو الذي دفع بالكثير من المشككين في صحة الرواية الرسمية الأمريكية الى تكذيب هذه الرواية، والتركيز على ثغراتها، والتشكيك بأنها عمل جماعة إرهابية معزولة، مهما بلغت قدراتها، لايمكن أن تصارع قدرات دولة كبرى، وانتعشت نظرية المؤامرة سواء داخل الولايات المتحدة وخارجها ليستنتج أصحابها أن ما حدث ليس سوى عمل "داخلي" مدبر لإعطاء حكومة اليمين الأمريكي الجديد مبررا كافيا أمام الشعب الأمريكي لشن سلسلة الحروب التي شنتها بعد 11/9/2001، وتلك التي تواصل التخطيط لشنها·

إذا تركنا مسألة الالتباس والفضفضة التي أصبحت سمة غالبة على الحرب الأمريكية على الإرهاب جانبا، وتركنا مسألة التشكيك في صحة مقولة أن هناك شبكة إرهابية تشكل خطراً على الولايات المتحدة، فإن ما لدينا من حصيلة السنوات الخمس يدفع الى وضع الملحوظات التالية:

أولا: إن حجج شن الحرب في أفغانستان ثم في العراق ثم احتلال هذين البلدين، لم تكن محددة بوضوح منذ البداية فتنقلت بين حجة القضاء على إرهاب "القاعدة" في أفغانستان، ثم على أسلحة الدمار الشامل في العراق، وبين حجج إقامة "الديمقراطية" و"نشر الحريات"، لتستقر أخيرا في حجة خلق "فوضى بناءة"! ويتساءل الناس بعد كل هذه الفوضى كيف أن آلاف الضحايا والخراب الذي يحدث في البلدان التي تطالها آلة الحرب الأمريكية، يمكن أن تقضي على "إرهاب" منظمة اسمها "القاعدة" مطاردة في جبال أفغانستان النائية، وكيف أن دعم العدوان الإسرائيلي الهمجي على لبنان تحت الشعار الأمريكي نفسه "مواجهة الإرهاب" يمكن أن يكون نشرا للديمقراطية والحرية، وكيف أن آخر مبتكرات السياسة الأمريكية التي جاءت بها وزيرة الخارجية الأمريكية خلال قصف الصواريخ الأمريكية للقرى اللبنانية، أي إعادة تقسيم البلدان العربية على أساس إقامة كيانات مذهبية وطائفية، يمكن أن يكون نصرا على الإرهاب ونشرا للديمقراطية·

ثانيا: يرى عدد من المراقبين أن أغلب دعاة الحرب على الإرهاب، من المرتبطين بشركات الأسلحة الأمريكية واقتصاديات النفط، يقومون منذ خمس سنوات بتطوير مفهومهم "من هو الإرهابي" شيئا فشيئا، بحيث وصلوا الى وضع كل حركات المقاومة في العالم للاحتكارات والهيمنة الإسرائيلية والأمريكية في سلة الإرهاب، بما في ذلك من يقاومون قوى الاحتلال التي تهيمن على بلدانهم، حتى أن وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد منح الاحتلال الإسرائيلي مثلا للأرض الفلسطينية بعد العام 1967 شرعية بحجة "الكسب عن طريق الحرب"·

ثالثا: يرى المراقبون أيضا أن الحرب على الإرهاب، أدت الى تعميم صناعة الخوف وتقييد الحريات المدنية، وإبقاء المجتمع الأمريكي في حالة حصار داخلي، حتى فقد المجتمع الأمريكي أهم ما ميزه منذ تأسيسه لدرجة أعادته الى وضع دول العالم الثالث من حيث الحريات الشخصية والعامة، وأصبح التنصت على المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني للناس من دون إذن قضائي أمر مقبول وأصبح حبس المشتبه بهم من دون توجيه تهم محددة خلال فترة زمنية يحددها القانون أمر طبيعي داخل الولايات المتحدة· أما التعامل مع الدول الخصوم فلم تعد الدبلوماسية الخيار الأول بل التهديد بالحرب وحتى باستخدام "الأسلحة النووية" كما يتوارد يوميا من تقارير عن استعدادات أمريكية لتوجيه ضربات الى إيران تستخدم فيها "الأسلحة النووية" التكتيكية!·

في ضوء هذه الملحوظات، وعلى الجانب الآخر من الصورة، يرى المراقبون أن السنوات الخمس الماضية لم تعزز مكانة الولايات المتحدة في العالم، بل انتشر عداء عميق لكل ما هو أمريكي، وولدت النظريات العسكرية التي تبنتها جماعة المحافظين الجدد مثل "الحرب الاستباقية" وبذرائع ظهرت فيما بعد إنها كاذبة باعتراف مسؤولين أمريكيين في مناسبات معينة "كولن باول مثلا"، ولدت هذه النظريات انعدام ثقة بأي مقاربة أمريكية لأي مشكلة في العالم·

ويضيف المراقبون "أن هيمنة الولايات المتحدة على القرار الدولي عبر منظمة الأمم المتحدة، وعلى مؤسساتها، أي مجلس الأمن الدولي، بدأت تفرض وظيفة وحيدة لهذه المنظمة هي خدمة مخططات السياسة الأمريكية و إسرائيل·

ويستخلص المراقبون من استعراض ممارسة الحكومة الأمريكية في عهد الإدارة الحالية أن الحرب على الإرهاب تجاوزت الهدف المعلن عنها كحرب ضد مجموعة إرهابية اسمها "القاعدة" لتصبح ذريعة للاعتداء على حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وخلق فوضى دولية عالمية بدأ بعض الخبراء يتخوفون من أن تقود إلى فوضى عالمية مدمرة، وتساءل المراقبون: هل كان رد الفعل الواسع النطاق هذا للسيطرة على العالم بهذه الوسائل، متناسبا مع حدث تفجير أبراج نيويورك، وهل أدى ذلك الى صيانة المجتمع الأمريكي من الإرهاب؟ وهل أصبح العالم أكثر أمنا وأقل عرضة للعمليات الإرهابية مقارنة بما قبل الحادي عشر من سبتمبر؟ وهل ضربت المنظمات الإرهابية بشك قلل من خطورتها أم أنها وجدت لها ساحة جديدة تتكاثر فيها بشكل متوالية هندسية مخيفة كما يحدث الآن في العراق ليحصد أرواح العراقيين ويدمر بلادهم ويدخلهم في حرب أهلية لا يعرف مداها؟

طباعة  

مشكلة الكهرباء أسبابها معروفة وعلاجها موجود "ولكن لا حياة لمن تنادي"
صراعات أصحاب المصالح ومن يمثلهم في الوزارة عطلت جميع المشاريع الجديدة

 
مشروع محطة الزور الشمالية عرض وحيد بـ 870 مليون دينار والميزانية 736 مليونا
اتفاقات وصفقات وراء الكواليس قد تفسر انسحاب المنافسين وبقاء كونسورتيوم "دوسان"

 
سكوت نواب الحركة الدستورية عن "الوسيلة" غير مبرر
النيابة تتولى الشق الجنائي فقط وقرارها لا يعفي الحكومة من مسؤوليتها

 
خلل التركيبة السكانية يتكرر في كل "البرامج" الحكومية
لا وجود لسياسة تجنيس واضحة

 
"التنك" أغلى من الذهب، يحدث فقط في وزارة الطاقة
خط أنابيب المياه C3 الوحيد الذي سمح فيه باستخدام الحديد!!

 
دعا الى بناء مستشفيات وتوفير العلاج التخصصي للمواطنين
الشايع: مجلس الوزراء مسؤول عن الأوضاع المتردية في وزارة الصحة

 
ما وراء خطة قصف إيران!
 
حلف الناتو يعسكر شرقي المتوسط
 
اتجاهات