رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 أغسطس 2006
العدد 1741

شعوب الشرق الأوسط تدفع ثمن أخطاء بوش القاتلة

·         أصوات بدأت ترتفع في إسرائيل: هل فقد جيش الدفاع تفوقه؟

·         أولمرت يخوض حرب استعادة قوة الردع وإعطاء الشرعية للحلول أحادية الجانب

·         الإسرائيلون لمنتقدي حربهم على لبنان في الغرب: انظروا ما فعلتم في كوسوفو وأفغانستان والفلوجة!

 

بقلم جوناثان فريد لاند:

الصمود الذي أبداه "حزب الله" في هذه الحرب، أثار المتاعب للحكومة الإسرائيلية، فقد تساءل أحد الصحافيين: "لماذا لا تزال صواريخ الكاتيوشا تنهمر على مدننا وتقتل المدنيين؟" وتساءل آخر: "هل فقد جيش الدفاع الإسرائيلي تفوقه؟"، وشكك ثالث: "أليس من الأفضل لو كان لدينا جيش صغير وذكي، بدلاً من جيش كبير ومغفل؟"، لكن كبار القادة السياسيين والعسكريين ينفون أنهم فوجئوا بقوة "حزب الله"، ويقولون إنهم لم يتوقعوا أقل مما واجهوه، لأن إيران زودته بأسلحة تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار، بما فيها صواريخ بعيدة المدى·

ومع ذلك، لا تزال العملية العسكرية في لبنان تحظى بدعم شعبي قوي لأن هناك اعتقاد بأن إسرائيل لا تحتل أراضٍ لبنانية، وبالتالي فهي تدافع عن نفسها أمام عدو يحارب بالنيابة عن إيران المصممة على تدمير دولة إسرائيل، أما بالنسبة للتنديدات العالمية بالهجمات الإسرائيلية على لبنان، فلا يعبؤون بها كثيراً، فما الذي يجعل الإسرائيليين يستمعون لاتهامات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن إسرائيل تستخدم "القوة غير المتكافئة"؟ هل استخدمت القوات الروسية قوة متكافئة عند تدميرها مدينة غروزني الشيشانية؟!

وبالنسبة للتذمرات من بريطانيا وأوروبا بشأن مقتل المئات من المدنيين اللبنانيين، فإنها تذكّر الإسرائيليين بأكثر من ثلاثة آلاف مدني قتلوا في الحملة العسكرية ضد أفغانستان عام 2001، فكيف كان "التكافؤ" في تلك الحرب؟ لقد كان كيم هاويلز المسؤول بوزارة الخارجية البريطانية محقاً في التعبير عن الصدمة لما رآه في بيروت، ولكنه ربما أصيب بصدمة لا تقل عن صدمته في بيروت لو أنه زار مدينة الفلوجة بعد أن حولها الأمريكيون قبل عامين إلى ركام·

 

منطق أولمرت

 

ولا يلتفت الإسرائيليون، حكومة وشعباً وإعلاماً إلى مثل هذه الانتقادات، طالما أن أمريكا تقف وراءهم ويطلق الأستاذ في جامعة تل أبيب، غاري سوسمان على هذه الحملة بأنها "الحرب من أجل شرعية الحلول أحادية الجانب"، فهذا النهج الذي سار عليه آرئييل شارون أولاً، والآن أصبح مشروع أولمرت، يستهدف أن يقول للإسرائيليين، إنه لأمر جيد أن ننسحب من أراضٍ محتلة سواء في جنوب لبنان أو غزة، لأنه سيكون هناك - بعد الانسحاب - حدود واضحة ومعترف بها يمكن لإسرائيل من خلفها الدفاع عن نفسها بقوة أكثر من أي وقت مضى، ولهذا السبب، جاء الرد الإسرائيلي قاسياً على قيام "حزب الله" بخطف الجنديين الإسرائيليين، ولو لم يفعل أولمرت ذلك لأضفى شرعية ومصداقية على المنتقدين الذين يصفون الانسحاب الأحادي على أنه تراجع يعرّض أمن إسرائيل للخطر·

فقد تعين على أولمرت أن يثبت أن الانسحاب لا يعني الهروب وأن بوسع إسرائيل الدفاع عن نفسها من المواقع الجديدة، والأهم من ذلك، أنها بعد أن عادت إلى الحدود الدولية المعترف بها، تحظى بشرعية دولية، وقد لعبت الولايات المتحدة دورها المفترض ووفرت الدعم الذي يؤكد منطق أولمرت·

وهذه الرسالة ليست موجهة إلى الشعب الإسرائيلي فقط، بل تستهدف استعادة القدرة على "الردع" والقول لـ "حزب الله" وبقية دول المنطقة إنه ليس بوسعهم عبور حدود إسرائيل وخطف أحد مواطنيها دون عقاب، وإن إسرائيل جادة في ما تقول·

 

وسيط معقول

 

وهناك رسالة أخرى من هذه الحملة، موجهة إلى الفلسطينيين، إذ يريد أولمرت إفهام الفلسطينين أنه إذا نفذت إسرائيل انسحاباً آخر، كما تنوي أن تفعل، فسوف ترد على أية اعتداءات بقوة وهو يريد لحركتي "حماس" و"فتح" أن تعيا جدّية إسرائيل في التعاطي مع هذه المسألة لدى انسحابها من أجزاء من الضفة الغربية·

ويعتقد أولمرت أنه ليس لديه الكثير من الخيارات، فلو قبل بخطف الجنديين وبدأ محاولة استعادتهما بالطرق الدبلوماسية، يرى معظم المحللين الإسرائيليين بأنها ربما كانت نهائية، فهو - كرجل مدني لا سجل عسكري له - كان سيؤكد ضعفه ويثبت أن المعارضين للانسحابات الأحادية على حق، وسيعصف ذلك بخططه لمزيد من الانسحابات الأحادية·

وبالرغم من الرغبة لدى الكثيرين في إلقاء اللائمة على الولايات المتحدة في كل مشكلة تقع في هذا العالم، إلا أن إدارة بوش تتحمل قسطاً كبيراً من المسؤولية عن الوضع الراهن في الشرق الأوسط·

لقد كانت الدبلوماسية عملاً شاقاً منذ بداية الأزمة لأنه لا ينظر إلى الولايات المتحدة كوسيط نزيه ولتحالفها الوثيق مع إسرائيل· لقد ظلت أمريكا تؤيد إسرائيل منذ زمن بعيد، ولكن في عهد الرئيس كلينتون والرئيس بوش الأب، كانت الولايات المتحدة تعتبر وسيطاً معقولاً لكنها لم تعد كذلك في عهد جورج دبليو بوش الذي صنّف إيران كعضو في "محور الشر" وأوقف جميع أشكال الاتصال بسورية·

ونتيجة لذلك، فقدت الولايات المتحدة أية آلية لضبط "حزب الله"، والآن وبعد أن احتاجت واشنطن لمساعدة دمشق، فربما يكون قد فات الأوان، حيث سيطلب السوريون ثمناً باهظاً، كالسماح لهم بالعودة - بشكل ما - إلى لبنان - ولا يمكن للبيت الأبيض أن يدفع مثل هذا الثمن، لاسيما أن إجبار سورية على الانسحاب من لبنان، كان واحداً من النجاحات القليلة لسياسة الولايات المتحدة الخارجية·

ولكن سجل الإخفاقات أعمق من ذلك بكثير، فقد بدأت مع الأسبوع الأول لتولي جورج بوش الرئاسة حين قرر الرئيس بأنه لن يكرر ما اعتبره خطأ ارتكبه سلفه بيل كلينتون حين انخرط كثيراً في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وعلى الرغم من اقتراب كلينتون كثيراً من التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، فقد قرر بوش التخلي عن هذه العملية، وقد حدث أن قطع وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر مسافة 38990 كيلو متراً في زيارات مكوكية بين دول الشرق الأوسط، كان مبعوثو الرئيس بوش مقلّين في زياراتهم إلى المنطقة·

وكانت نتيجة هذه السياسة أن تفاقم الصراع الأساسي في المنطقة، ولو حُلّ هذا الصراع، أو - على الأقل - لو بذلت جهود جدية لحله، لما كان أحد يتصور حدوث الأزمة الراهنة، لقد تبنى الرئيس بوش - بدلاً من المساعي الدبلوماسية - نهجاً يقوم على أساس حمل شعوب الشرق الأوسط إلى الديموقراطية بالقوة ودفعهم إلى الاعتدال بالترهيب! لقد ثبت أن هذه واحدة من الأخطاء القاتلة لإدارة بوش، وها هي شعوب المنطقة، ولاسيما في إسرائيل ولبنان وفلسطين، تدفع الثمن·

عن: غارديان ويكلي

طباعة  

بعد صمت المدافع والصواريخ
استحقاقات قرار الحرب تطل على طرفيها

 
عادت إلى الساحة السياسية بقوة
عقدة التجنيس التاريخية تترك البدون بلا حل جذري

 
وراؤها سوء التخطيط وعدم كفاءة الإدارة العليا
أزمة المياه عرض لأمراض متمكنة

 
تسميها البلدية مناطق حرفية "غير ملوثة للبيئة"
 
في مسعى واضح للتعامل مع تجاوزات ثقيلة
مصادر نفطية: الوزير وتركة سلفه وجها لوجه

 
الشايع: على النواب متابعة قضايا المواطن
 
إحالة ملف الوسيلة للنيابة
 
دعوا وزير التعليم العالي للاهتمام في أوضاعها
أساتذة في "التطبيقي".. شكوا تخلف التسجيل وفوضى "رمضان"

 
حديث عن ضغوطات للتجديد لبعض نوابه
مدير الجامعة الجديد والقضايا العالقة

 
حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية قد تضع حداً للوقت الضائع
 
اتجاهات
 
فئات خاصة