رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 12 رجب 1426هـ - 17 أغسطس 2005
العدد 1691

آفاق جديدة في نظرية الديمقراطية المبادرة أمريكية
راشد الرتيبان*
r-alartiban@hotmail.com

هي المبادرة التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية وبتأييد من رئيسها جورج دبليو بوش وبمشاركة من رئيس الحكومة البريطانية وكما نالت هذه المبادرة تأييدا من القادة الأوروبيين تحت اسم "مبادرة الشرق الأوسط الكبير" حيث تركز هذه المبادرة على أمرين الأول: الوضع الراهن في الشرق الأوسط الكبير من موريتانيا الى شبه الجزيرة العربية حيث تتسم هذه الدول بعدم الاستقرار·

أما الأمر الثاني: فهو غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنظر الى هذه الدول أو الكثير منها كونها منطقة يتوالد فيها الإرهاب·

وتتضمن هذه المبادرة ما يشمل التطبيق السريع للديمقراطية يعني وجود حكومات جديدة أي ما يسمى حكومة ضد الإرهاب لذلك نستذكر أهل الفكر اليساري حيث كانوا يعتبرون الديمقراطية تدبيرا برجوازيا يهدف الى ضياع الجماهير وضمان استمرارية حكم النخبة في كل المجتمعات وهيمنة الاستعمار الجديد للغرب على العالم· أما اليمين العربي بما في ذلك الجماعات القومية والإسلامية فقد عارضوا تطبيق هذه الديمقراطية على اعتبار أنها أداة في قوة الهيمنة العالمية الغربية ونرى في ذلك المعنى هم اليهود أمثال ما يسمى باللوبي الصهيوني وهذه وجهة نظر عبر عنها بعض زعماء العرب السابقين الذين زعموا أن اليهود اخترعوا الديمقراطية بغرض الهروب من الاضهاد يسيطروا في وقت لاحق على مقاليد الحكم في المجتمعات الغربية كما أن الجماعات الإسلامية الأكثر تطرفا كانت أكثر عداء للديمقراطية إلا أن كل هذا وذلك أصبح ماضيا فالذين يتخذون موقفا علنيا رافضا للديمقراطية وسط العرب والمسلمين ومن لهم تأثير على صناعة الرأي العام باتوا أقل عددا، ومن المؤكد أن المبادرة سوف تصطدم بجدار سوء الفهم والمعارضة من جانب هؤلاء العرب ومن يدركون أن التغيير ليس أمرا حتميا بل أصبح أمرا مرغوبا فيه·

وهناك سببان لهذا الموقف· الأول: أن الولايات المتحدة الأمريكية في نظرهم تعتبر غير صادقة في تبنيها للخيار الديمقراطي أي أن أمريكا فشلت في الاتصال مع الجهات التي كانت تشكل قاعدة شعبية واسعة لتأيد دعوة جادة للمسار الديمقراطي والإصلاحي·

أما الموقف الثاني: إن هناك مشكلة في تقبل المبادرة لدى الكثير من العرب والمسلمين يمكن في نظرتهم أن الأمر جارح للذات فهؤلاء يشعرون بالاستياء إزاء أي محاولة ترمي الى التغيير للبنية الأساسية لمجتمعاتهم وفقا للمبادئ التي تحاول أمريكا فرضها·

وهنا نرى أول حجج هذه الدول المعارضة للمبادرة هي الاستعجال بالتطبيق للنظام الديمقراطي قد تؤدي الى نتائج عكسية ربما على اعتبار أن انتخابات حرة نزيهة في المستقبل القريب تؤدي الى وصول حكومات إسلامية متطرفة الى السلطة تحرص على خوض حرب حضارات ضد الغرب·

إلا أن الحجة هذه لا يجب أن تؤخذ في الاعتبار كونها مبررا لتأجيل الديمقراطية، فكل قوى المعارضة كانت من عقود تعاني القهر بواسطة النخبة الحاكمة في غالبية الدول العربية وفي كثير من الحالات نتيجة هذه النخبة الفكر الإسلامي المتطرفة كوسيلة لإضعاف القوة اليسارية والمعتدلة والديمقراطية·

وفي كثير من الدول الإسلامية يمثل الإسلاميون القوة المنظمة الوحيدة في الساحة إذ إنهم يسيطرون على المساجد والكثير من الجمعيات الخيرية والأوقاف التجارية التي تدر الأموال الهائلة·

أما معارضو هؤلاء من المفكرين الليبراليين والطبقات الوسطي فإنما هم في المعتقلات أو في المنافي أو أنهم يعانون من افتقار التنظيم فضلا عن المضايقات المستمرة من قبل أجهزة الأمن هذا في بعض الدول العربية·

وفي الوقت نفسه لا ينبغي أن تستغل هذه الحجة كذريعة لتطبيق الديمقراطية إذ يجب اعتماد استراتيجية لتمهيد الطريق وخلق المناخ الملائم الذي يسمح للقوى الديمقراطية والتعددية المواجهة للنظام القائم والإسلامي المتطرف في إطار انتخابات نزيه·

ففي بعض الدول العربية يمكن تهيئة هذا المناخ في غضون شهور وربما تستغرق في البعض الآخر سنوات عدة والتغيير يجب أن يجري تطبيقه خلال مراحل من دولة الى أخرى·

وهنا ينبغي أن يتم حوار ديمقراطي بين أصحاب المبادرة والدول المعنية ويجب أن يكون قائما على احترام المبادئ لهذه الدول وعاداتها وتقاليدها ومن هنا فأي إشاعة تروج على أن العرب لا يرغبون في المشاركة بما يتعلق بشؤونهم الخاصة وليس جديرا بالنظر والاهتمام في أي حوار·

فالعرب حسب متطلعاتهم الأخيرة في متغيرات العصر يرغبون حقا في أن يكون لهم دور في صياغة سياسات حكوماتهم إذا أتيحت لهم الفرصة أما إسكات المعارضين السياسيين فلا يمكن أن يبرر بأنه جزء من الشؤون الخاصة·

ويجب على أهل المبادرة أن يقبلوا بالتحفظات المرتقبة من هذه الدول إذ يجب مساعدة هذه الدول على السير في الطريق الى الديمقراطية ويجب من أصحاب المبادرة أن يعملوا لهذه الشعوب عملية صنع القرار مع السلطة·

r_alartiban@hotmail.com

�����
   

"البدون" صداقة مع المعاناة:
ناصر الخالدي
مخبولة بروكلين!:
أحمد حسين
العراق بين رؤيتين:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عوّرت قلبي يا هادي:
على محمود خاجه
المنافذ... يا معالي الوزير؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
النقد بين الموضوعية والرأي الشخصي:
مشاري الصايغ
هل هناك من أمل؟:
عامر ذياب التميمي
السودان بعد قرنق:
د. محمد حسين اليوسفي
منتدى جمال الأتاسي آخر منافذ التهوية:
يحيى علامو
كفاكم رهانا على شارون:
عبدالله عيسى الموسوي
الاستراتيجية الصينية لتحقيق الأمن النفطي:
عبدالعظيم محمود حنفي*
دور القمة العربية في مكافحة الإرهاب:
عبدالله العبدالعالي
آفاق جديدة في نظرية الديمقراطية المبادرة أمريكية:
راشد الرتيبان*
مواردنا البشرية..:
محمد جوهر حيات